ما إن أعلن رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد استقالته من منصبه، مساء أمس الأول، بعد خسارة فريقه الأول لكرة القدم أمام ذوب آهن أصفهان الإيراني، إلا وارتفعت الأصوات المطالبة ببقائه على الكرسي الرئاسي ليقود الدفة الزرقاء ويكمل فترة رئاسته، خاصة أن هناك الكثير من الأمور المعلقة مثل المدرب الجديد للفريق الكروي، ومصير الهلال في منافسات الدوري، وكذلك مستقبل المحترفين الأجانب، بالإضافة إلى الحسرة الجماهيرية لخسارة المنافسة في البطولة الآسيوية. ردود أفعال متباينة حيال الوضع الأزرق رصدتها «شمس» في ليلة الزوبعة الزرقاء. في البداية استبعد نائب رئيس هيئة أعضاء شرف الهلال الأمير بندر بن محمد، ما تردد حول نيته أو أحد الشرفيين لترشيح أنفسهم للرئاسة خلفا للأمير عبدالرحمن بن مساعد «هذا كلام غير صحيح حيث أجريت العديد من الاتصالات مع عدد من أعضاء الشرف، واتفقنا بالإجماع على ثني الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن قرار الاستقالة، على اعتبار أنه من خيرة من قاد الهلال، وهو مطالب بالاستمرار لأن الخسارة ليست هي التي تدفعه للاستقالة في ظل تقدير جميع الشرفيين لجهوده». ونفى نائب رئيس أعضاء شرف الهلال أن يكون عدم دعم أعضاء الشرف سببا في إعلان رحيله «من لم يدعم اليوم من أعضاء الشرف سيدعم غدا، والأمير عبدالرحمن بن مساعد قادر على تسيير أمور النادي وحده، ولكنه لا يستطيع الاستمرار، وأتمنى سرعة التجاوب الشرفي معه». وأبدى نائب رئيس أعضاء شرف النادي حزنه على الخروج من الآسيوية «غضبنا وحزنا لأن الهلال بطل ونحن نحزن من خسارة مباراة، فما بالكم بالخروج من بطولة؟» وأضاف «هذه كرة القدم والخسارة ستفرز الكثير من الأمور، والإعلام سيتحدث عن أخطاء وسلبيات، والحقيقة أن الهلال لم يقدم مستواه، ولو أن كل فريق قدم مستويات متميزة باستمرار لما خسر أحد». أيد أمينة فيما وصف الأمير عبدالله بن مساعد عضو شرف نادي الهلال، ذوب آهن أصفهان الإيراني بالأفضل والأجدر، وبين أن فريقه لو لعب معه خمسة أيام متتالية فلن ينتصر عليه لإتقانه إغلاق الدفاع «فرطنا في التأهل للنهائي لتفريطنا في الفرص وعدم استغلالنا لها، خاصة في مواجهة الذهاب بإيران، والخسارة ليست نهاية المطاف رغم أهمية البطولة»، مشيرا إلى وجود بطولات أخرى حاليا ومستقبلا ويمكن للهلال والشباب تجاوز المرحلة الحالية على اعتبار أنهما من الفرق الكبيرة. وبين الأمير عبدالله بن مساعد أنه سيلتقي شقيقه رئيس الهلال لسماع وجهة نظره حول الاستقالة قبل أن يعطيه رأيه «القرار الأول والأخير في يد الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي أتمنى استمراره ولو لنهاية الموسم». وأضاف «رحيله قرار صعب وبقاؤه مرهون بترتيبات وقرارات والتزامات مادية، منها مسألة التعاقد مع مدرب جديد، والحمد لله الهلال في أيد أمينة، سواء استمر الأمير عبدالرحمن بن مساعد أو رحل». وأكد سعيهم لإخراج الفريق من ترسبات الخسارة الآسيوية لتجاوز الديربي أمام النصر، وبعدها لكل حادث حديث. وقفة رجل واحد أما عضو شرف الهلال الأمير نواف بن محمد، فأكد أن لاعبي فريقه لم يكونوا في يومهم، واعتذر للجميع مشيرا إلى أن اللاعبين افتقدوا القتالية المطلوبة باستثناء محمد الشلهوب الذي حاول جاهدا قدر استطاعته. وأبدى شعوره بالإحباط لإعلان الأمير عبدالرحمن بن مساعد التنحي عن منصبه، مؤكدا دعمه لبقائه «سنقف معه جميعا وقفة رجل واحد، وأنا شخصيا سأقف معه بكل ما أملك لأنه يستحق وقدم عملا متميزا ونثق به ثقة عمياء، والجميع يشهد على عمله الاحترافي وإدارته المتميزة، والهلال بما أنه مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد وأعضاء الشرف فهو في أيد أمينة». وأضاف «نسعى لثنيه عن الاستقالة وقضية خسارة بطولة أو مباراة، لا تقلل من عمله المتميز الذي قدمه، واللاعبون رغم إخفاقهم في المباراة، لكن هم الذين أسعدونا أيضا كثيرا، ولدينا العديد من المشاركات المقبلة من ضمنها دوري أبطال آسيا بعد ثلاثة أشهر تقريبا، والحال نفسه ينطبق على الشباب»، وبين أن ذوب آهن الإيراني استغل الفرصة وسجل هدفا وتعامل مع المباراة لضمان فوزه «يجب أن نتقبل الفوز والخسارة، ولا أعتقد أن هناك مشكلة، فنحن قادرون على العودة مرة أخرى للبطولة بعد ثلاثة أشهر». قرار نهائي وكشف الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال الذي أعلن استقالته، أن مدرب فريقه الأول لكرة القدم الجديد سيحضر خلال الأيام الخمسة المقبلة استعدادا لتسلم مهام الدفة الفنية خلفا للبلجيكي جيريتس الذي سيرحل لقيادة المنتخب المغربي بعد الفراغ من مواجهات الهلال الثلاث المقبلة، أمام فرق النصر والقادسية والرائد. وأعلن الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن المدرب الجديد من أوروبا ومن الأسماء الكبيرة المعروفة، رافضا ذكر اسمه أو جنسيته، وأشار إلى أن اختياره جاء من بين خمسة مدربين فاوضوهم. وحول رحيل البلجيكي أوضح رئيس الهلال في مداخلة هاتفية له عبر برنامج نقطة الصفر على شاشة الرياضية السعودية «أعلم من بعد مباراة الغرافة الأولى أن جيريتس سيغادر في 15 نوفمبر، ولكني أخفيت الأمر حتى لا يؤثر ذلك سلبيا على الفريق». وأضاف «اجتمعت مع مسؤول في الجامعة المغربية في العشر الأواخر من رمضان في مكةالمكرمة، وبينت له أن تعاقدهم مع جيريتس ليس نظاميا، وتصعيد الأمر عبر شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، ليس من مصلحة الطرفين، لأن جيريتس سيوقف عن التدريب». وأكد الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن حق نادي الهلال لن يضيع، وسيسعون لحفظ حقوق الهلال من خلال التجاوزات المغربية في عملية التعاقد مع مدرب فريقه رغم ارتباطه بعقد ساري المفعول، مشيرا إلى أنه سيجتمع به اليوم لإيضاح الأمور بصورة نهائية. وبين أنهم كانوا أمام خيارين صعبين، يتمثلان في استمرار المدرب حتى رحيله لقيادة المغرب، أو البحث عن مدرب جديد، واختاروا الخيار الأول في ظل صعوبة التعاقد مع مدرب جديد في وقت ضيق. وفيما يتعلق بإعلانه الاستقالة أكد رئيس الهلال أن إعلانه الاستقالة لا يعني أنه سيجلس في منزله ولن يذهب إلى النادي للقيام بمهامه، بل دعا إلى اجتماع شرفي عاجل من أجل اختيار الرئيس الجديد «ستوزع الدعوات على أعضاء شرف الهلال اليوم لعقد الاجتماع، وسأستمر حتى عقد الاجتماع واختيار الرئيس، ومن المؤكد أن ذلك سيتم قبل بداية الموسم». وأضاف «لن أترك الهلال إلا بعد الاطمئنان على وضع الفريق، ولن أتخذ أي قرار إلا بالتباحث مع أعضاء الشرف، مع العلم أن قرار الاستقالة لا رجعة فيه وليس مناورة»، وأبدى شعوره بالخجل من الجماهير التي آزرت الهلال «لو أستطيع أن أقبل رأس كل مشجع حضر للملعب لفعلت، بعد أن خيبنا ظنهم، وكنت أتمنى إسعادهم». وأشار إلى أن الفرصة مواتية لمن أراد أن ينتقد، ويؤكد أنه حذر من عدة أمور واعترف أنهم أخطؤوا «إعلاني تحمل المسؤولية ليس كلاما فقط، بل إن الخطأ جعلني أقدم استقالتي»، وأبدى احترامه لبعض الآراء وعدم احترامه لآراء أخرى. وأكد أن دوري أبطال آسيا في كل عام يكون أصعب من الذي قبله، في ظل تطور كرة شرق آسيا «نحتاج إلى الكثير حتى نحقق البطولة الآسيوية التي لم تكن الحلم الأكبر أو الأهم، ونحن من الموسم الماضي لم نذكر البطولة الآسيوية، وقبل المباراة قلت للاعبين خسارة المباراة ليست نهاية المطاف، وإذا خسرنا فهذا حال كرة القدم». مشيرا إلى أنه لم يكن متفائلا بالفوز وكان يشعر بعدم تأهلهم إلى النهائي الآسيوي «لو انتهت مباراة إيران بالتعادل لتضاعف التفاؤل في الوقت الذي لم يظهر فيه الهلال بمستواه الطبيعي». وعاد لتأكيد أنه لا يعلم الغيب وإلا لسمح ببيع عقود المحترفين السويدي ويلهامسون والبرازيلي تياجو نيفيز، بعد أن وصلتهما عروض بمبالغ كبيرة في وقت سابق .