استهل المخرج السعودي الشاب بدر الحمود أسلوباً جديداً في تسويق فيديوهات اليوتيوب؛ حيث تعامل مع العرض الأول لفيلمه الجديد "مونوبولي" ليلة الأربعاء الماضي كما لو كان عرضاً في صالة سينمائية حقيقية، وذلك بتحديده المسبق لوقت إطلاق الفيلم، وإعلانه عن هذا التوقيت في كافة منافذ الإعلام الجديد، وبشكل جعل الجمهور متحفزاً لمشاهدة الفيلم لحظة إطلاقه. وكانت النتيجة تحقيقه لنسبة مشاهدة عالية في ساعاته الأولى تجاوزت حاجز 286 ألف مشاهدة، وهذا معدل كبير حتى بالنسبة للأفلام السينمائية الحقيقية. فيلم "مونوبولي" الذي أخرجه بدر الحمود بعد تجارب ناجحة في مجال الفيلم القصير، يتناول أزمة "السكن" وما يدور في فلكها من ارتفاع أسعار الأراضي والإيجارات، وذلك بنفسٍ ساخر يعزف على معاناة الشباب نتيجة هذه الأزمة، حيث لم يجد أحدهم سكناً إلا في سيارة "فان" يحوّلها إلى صالة سينما في أوقات فراغه، بينما هاجر الثاني إلى البرازيل بحثاً عن إيجارات معقولة وأيضاً لكي يعلم البرازيليين فنون كرة القدم، في تلميح ذكي وساخر لأزمة الكرة السعودية. وإضافة إلى تميّز الفيلم في مضمونه وأفكاره الثرية التي زادتها عمقاً مشاركة الناشط عصام الزامل؛ فقد كان هناك تميز آخر لموسيقى الفيلم كما لصورته التي ظهرت بجمالية بديعة ليست مألوفةً في الأعمال السعودية؛ وبشكل يعطينا الحق بأن نصف هذه التجربة بأنها الأنضج شكلاً ومضموناً في مسيرة بدر الحمود، وهي بلا شك تجربة تُبشر بمستقبل مشرق لمخرج متميز حجز مكانه بين مبدعي الأفلام السعوديين؛ عبدالله آل عياف، علاء المكتوم، عهد كامل وبقية الشباب الذين لازالوا ينثرون أَلَقَهم في المهرجانات الخارجية وعبر شبكة الإنترنت دون أن يجدوا التقدير من الجهات الرسمية. هذا ويمكن مشاهدة الفيلم عبر قناة CreativeCinema في موقع يوتيوب، وهي قناة تحتوي على أعمال المخرج بدر الحمود السابقة والتي من بينها أفلامه المثيرة للجدل: "السحور الأخير، الاتصال الأخير، والتطوع الأخير" بالإضافة إلى فيلم "داكن" الذي شارك به في مهرجان الخليج السينمائي من بطولة الممثل الشاب بدر اللحيد.