تتميز محافظة بيش بتعدد المواقع السياحية التي منها شاطئ بحر بيش ذو الرمال الذهبية والزائر لهذا الشاطئ يندهش بهذه الكثبان الرملية العالية ولكنه بمجرد الوصول إلى شاطئ البحر يشاهد جزيرة تحيط بها الأشجار من كل جانب مما يجعله يتأمل جمال هذه الطبيعة الساحرة وعندما يصل إلى هذه الجزيرة المليئة بالأشجار يجد العجب، فبداخل هذه الجزيرة تسكن مجموعة من الصيادين في مساكن بسيطة لا تتوافر بها وسائل التقنية الحديثة ولا وسائل الصيد الحديثة يمضون يومهم في البحر وفي المساء ينامون في هذه المساكن المتواضعة التي تنقيها الطبيعة الساحرة ونسيم البر والبحر الذي أصبح مقصداً للمواطنين من سكان المحافظة وبقية المحافظات في المنطقة ومنطقة عسير وذلك ليروحوا عن أنفسهم وعن همومهم في تناول الأسماك الطازحة والاستمتاع بجمال الطبيعة في هذه الجزيرة ومجالسة هؤلاء الصيادين الذين أصبحوا في سن كبيرة ولا يستطيعون التصدي لمخاطر البحر ولكنها مهنة آبائهم وأجدادهم التي تمسكوا بها منذ الطفولة حتى هذا السن. «الرياض» زارت هؤلاء الصيادين حيث يقول الصياد عمر سوادي الذي يبلغ من العمر 78 سنة ويسكن في كوخ صغير في منطقة مليئة بالأشجار إنه يعمل في هذه المهن منذ أن كان عمره عشر سنوات عندما كان يرافق والده لمساعدته في عمله. وحول الطريقة المستخدمة في الصيد يقول إنني استخدم شباك صيد تسمى (شعي) وهذه الطريقة صيد سمك العربي، وحول ما إذا كانت تواجهه أخطار في مشواره في صيد الأسماك قال إن الحيوانات المفترسة كانت في الماضي تهاجمنا ولكن بفضل الله معظمنا ينجو منها. ويواصل العم سوادي حديثه قائلاً في الماضي ولكثرة الصيد كنت أمضي في جزيرة البحر يوماً وليلة، أما في الوقت الحالي فإنني أقضى أسبوعاً وبعدها أذهب إلى داري بمدينة بيش، ويشير إلى أن البحر صديق الصيادين كريم معهم بفضل الله ولهذا السبب فلن يترك هذه المهنة مهما كانت الظروف. كما التقت «الرياض» الصياد عطية الجعفري الذي قال إن عمره (55) سنة ويعمل في الصيد منذ أن كان عمره 12 سنة مع والده، حيث كان يحضر معه إلى البحر حتى يساعده وبعدها أحب البحر وعمل في هذه المهنة وعن ما اذا كانت هناك خدمات متوافرة في هذه الجزيرة قال تتوافر لنا بعض الخدمات منها خدمات حرس الحدود الذين يمرون بنا دائماً لتفقد أحوالنا ولكن ينقصنا ماء الشرب حيث نمكث هنا لفترات طويلة وأهل الخير دائماً يستأجرون لنا صهاريج الماء ولكن الكمال لله عز وجل. كما التقت «الرياض» الصياد عيسى الروضي الذي يبلغ من العمر 60 سنة والصياد إبراهيم دعيشي ويبلغ من العمر 75 سنة اللذين رحبا ب «الرياض» وتحدثا عن مزاولتهما لهذه المهنة منذ الصغر. وحول طرق الصيد المستخدمة لديهما قالا إن طرق الصيد كثيرة ومنها طريقة المعروض وهي التي يستخدمانها وتتلخص في قيامهما بعمل أعمدة في البحر في عمق معين ثم يقومان بشد الشبكة في موضع قائم وعندما يجرف موج البحر السمك إلى الشبكة يشتبك ولا يستطيع الإفلات منها ويقومان باخراج الشبكة والأسماك بها وهكذا بصفة دورية. وحول أنواع الأسماك التي يتم اصطيادها بهذه الطريق أجاب الصياد إبراهيم دعيثي قائلاً نصيد أسماكاً متعددة منها سمك القاص وسمك العربي والخزم والناقم والبياض والقوار. وحول مدة بقائهما في البحر يقول الصياد عيسى الروضي بعضنا يقضي أربعة أيام هنا في الصيد ثم يذهب بعد ذلك لبيع حصيلته في سوق السمك بمدينة بيش وبعضنا لا يغادر البحر وأنا واحد منهم حيث يقصدنا المتنزهون الذين يفضلون أكل السمك عندنا في هذه الجزيرة والتمتع بأجواء الطبيعة وخاصة عند اكتمال القمر وخاصة أيام 12، 13، 14، 15 16 حيث يرتفع سعر السمك وذلك لكثرة الاقبال عليه ولأنه سمك طازج والحمد لله فإن بعض الصيادين يبيعون حصيلة الصيد هنا في البحر وذلك لكثرة الزحام وشدة الطلب. كما التقت «الرياض» الصياد عثمان جفادي الذي يبلغ من العمر 63 عاماً ليحدثنا عن طرق الصيد التي يستخدمها الصيادون في هذه الجزيرة فقال إننا نستخدم طرقاً تقليدية في الصيد وذلك لمعرفتنا الجيدة بها ولتقدم أعمارنا حيث إن (الفلوكات) يحتاج إلى دعم مادي وإلى قوة وسباحة جيدة ونحن الصيادين أصبحنا عاجزين وتدهورت صحتنا ولم نفكر في يوم من الأيام بتغيير طرق صيدنا.