بلغت أسعار الأسمنت مستويات قياسية خلال الأيام الأخيرة، مدعومة بازدهار سوق سوداء للمبيعات في كافة المناطق. وابلغ «الرياض» عاملون في السوق ومواطنون أن الأسعار وصلت إلى 30 ريالاً للكيس في بعض الأسواق. ففي اسواق الرياض تجاوزت أسعار الأسمنت20 ريالا للكيس الواحد في ظل عدم توفره بكميات كافية في الأسواق المحلية للمستثمرين، ويأتي هذا الارتفاع في الوقت الذي كنا نترقب فيه تطبيق قرارات وزارة التجارة والصناعة والتي أدلت بها في الصحف المحلية الأسبوع الماضي وحددت سعر كيس الأسمنت (50 كيلو) من 13 الى 15 ريالا، وأكدت تطبيقها للقرار ابتداء من أمس. وأكد ناصر بن مشبب الغامدي أحد المستثمرين ارتفاع أسعار الأسمنت في مدينة الرياض والتي تراوحت ما بين 19 20 ريالا للكيس الواحد، وقال: في الوقت الذي كنا نترقب فيه تنفيذ قرار وزارة التجارة والصناعة حول تحديدها لسعر كيس الأسمنت ب13 للمستهلك نلاحظ تزايد أسعار الأسمنت يوما تلو الآخر في جميع مناطق المملكة، مشيرا إلى أن موزعي الأسمنت تجاهلوا قرارات وزارة التجارة من خلال تلاعبهم وعدم تقيدهم بالأسعار والتي حددتها التجارة الأسبوع الماضي، وطالب الغامدي بفتح باب الاستيراد من الخارج لتوفير الأسمنت بالكميات المطلوبة في الأسواق المحلية . من جانبه قال عبد العزيز بن خالد الخالدي(مستثمر) ان عدم مراقبة الأسواق من قبل وزارة التجارة والصناعة ساعد التجار والموزعين على التلاعب بالأسعار ، مما أدى إلى نشوء سوق سوداء في أسواق الأسمنت ،وأكد أن الأسعار تجاوزت 19 ريالا للكيس الواحد مع عدم توفر الكميات بالشكل المطلوب حيث أن تزايد الطلب تجاوز الكميات المعروضة في الأسواق المحلية. وشهدت منطقة الباحة والمحافظات والمراكز التابعة لها ارتفاعاً غريباً في سعر الأسمنت في الأسواق من السعر الأول 14 ريالاً إلى السعر الحالي 28 ريالاً، قابل للزيادة حسب أقوال التجار، مما سبب في تأخير أعمال المقاولين وأصحاب المنازل الذين يرغبون في بنائها. وناشد المواطنون والمقاولون الجهات المعنية التدخل الفوري لتخفيض السعر وإعادته إلى السعر الطبيعي. وفي سراة عبيدة شكَّل محافظها مساعد التمامي لجنة مكونة من جميع الجهات المختصة بخصوص أزمة الأسمنت بالمحافظة والتي يصل سعر الكيس من مادة الأسمنت إلى 30 ريالاً وهو أعلى ارتفاع تشهده المحافظة، وبهذا التشكيل سيتم حل مشكلة ارتفاع الأسعار الذي أصبح هاجساً لدى المواطنين وسيتم توفير الكميات المطلوبة للسوق، حيث إن المواطنين بحاجة إلى كميات كبيرة من الأسمنت كون المنطقة تشهد في السنوات الخمس الأخيرة تزايداً عمرانياً وتجارياً كبيراً.التقت «الرياض» بعدد من المواطنين الذين أبدوا استغرابهم واستياءهم لهذا الحدث الذي لم تشهده المنطقة منذ سنوات. يقول علي بن محمد البشري صاحب «عمارة» توقف العمل عن البناء حوالي 4 أيام ولم أجد مادة الأسمنت وهذا بسبب النهج الذي اتبعه تجار الأسمنت والذين يوفرون كميات كبيرة خارج المنطقة لقصد ارتفاع السعر داخل المنطقة وجلب كميات قليلة جداً، مما أدى إلى ارتفاع السعر وعدم وجود مادة الأسمنت التي تكفي المواطنين. وأضاف: الازدحام والخناقات خلال توزيع الأسمنت المتوفر بكمية قليلة سببه أولاً وأخيراً التجار الذين يحتكرون الأسمنت في رفع الأسعار. أما محمد بن علي آل زرعة فقد عبَّر عن أسفه الشديد لما يحصل ويُشاهد أثناء بيع الأسمنت وتوزيعه بطريقة غير نظامية واتباع العشوائية في ذلك. وأضاف أنا انتظر أكثر من أسبوع ولم أحصل إلا على كمية قليلة وهي أربعة 4 أكياس فقط وبسعر تجاوز 30 ريالاً وهو قابل للزيادة. وقال رجل الأعمال «بن ناعمة» يجب أن تثبت الأسعار بين تجار الأسمنت بسعر 20 ريالاً حتى لا يكون هناك تلاعب في الأسعار من قبل التجار المبتدئين فهناك تجار يضعون تسعيرة لفرض سيطرتهم على السوق وهناك استغلال من قبل المواطنين في شراء كميات كبيرة من داخل المحافظة وبيعها خارج المحافظة أي في القرى البعيدة بأسعار خيالية بعيداً عن أعين التجار فلماذا يكون اللوم على التجار فقط فالمصانع عليها اللوم الأكبر في عدم توزيع كميات من الأصل. وأضاف أن اتخاذ قرار رفع سعر الأسمنت كان نتيجة لتأخير مصانع الأسمنت تسليمهم الطلبات في وقتها المحدد وتأخيرهم وتعطيل أعمالهم، مشيراً إلى أن الشاحنات مضطرة للوقوف على مدى يوم أو يومين لاستلام الحمولة، مبيناً في الوقت ذاته أنهم لا يستلمون كامل الكمية المطلوبة كما في السابق. إلى ذلك اتهم عاملون في قطاع المقاولات مصانع الأسمنت بافتعال أزمة الأسمنت، مشيرين إلى أنه في كل عام وفي نفس هذا الوقت من السنة تمر السوق بأزمة أسمنت إلا أنها هذا العام استمرت فترة أطول. يقول «أبو مالك» أحد المقاولين إن الأسمنت انعدم تماماً في المحافظة وظهرت بوادر انقطاعه حتى في منطقة عسير وذلك الأمر الذي يخوف في الاستمرار والتوقف عن العمل. أما «سعيد محمد سلمان» فاكتفى بتساؤله عن دور وزارة التجارة فيما يحصل في السوق، مطالباً بهيئة مراقبة وتفتيش من قبل هذه الوزارة للحد من التلاعب الذي ضحيته أولاً وأخيراً هو المواطن المستهلك. يشار إلى أن شرطة محافظة سراة عبيدة تواجدت في موقع الحدث أثناء بيع كميات قليلة من الأسمنت لفك الاختناقات التي حصلت بين المواطنين جراء قلة الكميات الموزعة في المحافظة.