حضور الوعي.. ربما للمرة المئة أكرر كلمة «وعي».. لكن عبر ظروف ومسببات مختلفة.. حضور الوعي في مثل أهمية وجود سلاح الحماية للسيطرة على أمن الحياة الاجتماعية، مع اعترافنا كسكان بتعدد أهميات قدرات أمننا التي وفرت لنا أمن حياة عامة تفتقده كثير من الدول.. أقصد المستقرة والواعية.. أما دولنا العربية فهي لم تعرفه حتى الآن.. وحضور الوعي أكثر أهمية من انتشار فرص تزايد الثروة المادية، لأن الثروة المادية هي الأكثر هروباً متى ضافت من أي ظاهرة عدم استقرار، وفي عالمنا العربي دول كثيرة تتعرف على أبرز رجال أعمالها بغير لغاتها، أو أن يتواجد مسؤولون أو سارقون يقومون بمهمة هذا الترحيل.. إذا قلت إنه ربما للمرة المئة، فأضيف أن حالة الوقت الراهن هي الأكثر ضرورة في الاحتياج إلى قراءة مسار الأحداث والتصريحات واللغة الإعلامية بوعي متعدّد القدرات.. عملياً وعبر شواهد الواقع.. ما هي الدولة الأكثر استقراراً.. الأكثر طرحاً لمشاريع تنوع اقتصادي بأرقام هائلة.. الأكثر فتحاً لفرص التوظيف المتعددة والمتنوعة.. أيضاً الأبرز في رفض بدائيات الإسقاط لمستويات المجتمعات عبر تسميات مختلفة للثورات؟.. سؤال لا يحتاج إلى استقصاء أو مقارنة، فشواهد الإيجابية في وضوحها تضاد شواهد السلبيات عند غيرها.. أليست المملكة في هذا الموقع؟.. ألم نعايش نحن كيف حشدت مؤشرات في بداية هذا العام - ربما في بداية الشهر الثاني - لكي يتم الإيحاء بأنها في مسار سلبيات القتل ومختلف التجاوزات عند غيرها.. ومع ذلك لم يحدث أي شيء سلبي، لأن الناس هنا.. في هذا المجتمع.. لا يتلقون أحلام الوعود وإنما كانوا يتلقون قرارات التطوير والإنصاف.. ستجد جهود إجحاف وكأن كثيرين يستبد بهم غيظ عارم.. كيف خرج المجتمع السعودي ومعه المجتمعات الخليجية من جماعية الخلل الخطير الذي أصبح يجتاح العالم العربي؟.. ولعل أطرف ما يثير السخرية منطق رجل مستضاف مجهول يؤكد أن السعودي بدوي مدلل لا يعمل؛ ولديه ملايين عرب يعملون بدلاً منه.. أكثر من آخر قبل شهر تقريباً حدد اسم أمير سعودي قال إنه يموّل ويؤلّب المحتجين في سوريا.. صحف ومدعو معلومات يحاولون اختلاق سلبيات لهذه البلاد.. نحن لسنا بين مجتمعات العالم في ذروة تمييز، بل أمامنا الكثير مما سنفعله كي نلحق سريعاً بذروة التميز.. غيرنا متراجع أو متجمد.. بين أيدينا وفي عقولنا قرارات تطوير هائلة لم تصدر في أي مجتمع داخل اتساع العالم الثالث، وليس المجموع العربي فقط، بالنسبة لكثافة الأهمية وأيضاً لمحدودية الزمن الذي تلاحقت فيه تلك القرارات كي نصل سريعاً إلى تلك الذروة..