حضور الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخي المتعدد المكاسب هو الذي جعله يتخطى زعامات دولية مرموقة.. في فرنسا مثلاً.. ايطاليا مثلاً.. ودول أوروبية أخرى.. طبعاً مع استبعاد وجود حضور عربي.. بل إن تمثيل العالم الثالث في هذا الحضور الدولي يعتبر ضئيلاً للغاية.. الملك عبدالله لم يوفّر لذاته.. عبر منجزاته لمجتمعه.. أن يكون له مجرد حضور ضمن شمولية قائمة في التميز بين زعماء العالم الأكثر تأثيراً التي أعلنتها مجلة «فوربس» الأمريكية، ولكنه كان بين الأوائل الستة.. هذا الوصول الشخصي ليس بالسهل، إذا ما أقمنا مقارنة بين مجتمعات تقدم علمي شاطح المستويات في مكاسبه، وبين عالم ثالث يتخبط المجتمع فيه مثل أعمى يبحث عن مخرج.. هنا نصل إلى الحقيقة التاريخية في التعرف على ما تعنيه عبارة أنه الرجل التاريخي المتعدد المكاسب.. إننا إذا كنا نجد موافقة دولية ومحلية على أنه رجل مواهب وكفاءات شخصية استطاع بجزالة مقاصدها التطويرية والتنموية والاقتصادية والعلمية أن يفتح آفاقاً عديدة أمام مجتمع كان قبل سبعين عاماً تقريباً يتخطى حواجز البداوة، وأخذ هذا المسار الأقل زمنياً بالنسبة للدول العربية التي عرفت ربيعها العربي منذ ذلك التاريخ لكنها لم تصل لا إلى حلول لمشاكلها.. ولا لتطوير في واقع تعدّدات عجزها.. إنه لكي يعي المواطن هنا وباعتراف دولي عبر هذا الفوز الثالث للملك عبدالله.. لكي يعي مبررات هذا الفوز فلا بد أن يتأمل مبررات الانطلاق نحو هذا الانفراد الرائع، وسيجد أن الأدوار التاريخية التي مارسها الملك عبدالله في تنوّع وتعدّد مشاريع تطوير حياة أمته.. عبر مختلف المستويات.. وهي كأفكار وإجراءات تنفيذ أتت من مساره الشخصي بكفاءة قدراته الخاصة.. عندما نعي أهميات هذا الوصول إلى الأعلى الذي وفره رجل الكفاءات الفريدة يجب أن نعي أيضاً حقيقة وجود تعددات التميّز لدينا في أفضليات اقتصادية وعلمية عن أي مجتمع عربي آخر، وكذا وضوح شواهد أننا نتجه أيضاً نحو الأفضل عبر كل المستويات دون ارتباط ب «ربيع أو صيف» وإنما بأفكار وخطط تطوير واضحة..