" المرأة مفتاح البيت " هكذا يقول المثل الإنجليزي . وحيث كانت المرأة صالحة، كانت السكينة والحكمة جلال البيت وظلاله. أخرج الإمام أبو داوود عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة )) . وصلاح المرأة يظهر في سلوكها وفي عقلها، في علاقتها بربها وبزوجها وأبنائها وأقاربها وبسائر الناس. وقد يبدو صلاح المرأة بكثرة العبادة وحسنها، أو حسن أخلاقها أو كثرة علمها وفقهها، أو بحسن تبعلها أو نحو ذلك. أما المرأة التي أتحدث عنها، فقد توافرت فيها صفات كثيرة، بيد أنها تميزت بثلاث خلال : - أنها مخفار - رزان - صناع وهي ألفاظ عربية جميلة، ولا تخلو من غرابة، ولكنني تعمدتها لجزالتها، وعمق دلالتها. فأما ( مخفار ) ، فهي مفعال بكسر الميم، من الخفر بالتحريك وهو شدة الحياء ، ومخفار : أي كثيرة الحياء وهكذا كانت صاحبتنا في حيائها من الكبار والصغار، بل حتى من أقرب الناس إليها، مما عكس ذلك على كل من يتعامل معها، بحيث يستحي منها. والحياء سيد الأخلاق، وهو شعبة من الإيمان، وهو خير كله، كما ثبتت بذلك السنة الشريفة. وما أصدق أبا تمام في قوله : يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء وأما (رزان)، فقد جاء في لسان العرب لابن منظور: " امرأة رزان إذا كانت ذات ثبات ووقار وعفاف وكانت رزينة في مجلسها. قال حسان بن ثابت يمدح أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: حصان رزان لا تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل " ا.ه هكذا كانت صاحبتنا، وقارا وثباتا وعفافا. ومن جلس إليها أظلته السكينة والهيبة. وأما ( صناع ) بالتخفيف فكما جاء في القاموس المحيط : "امرأة صناع اليدين كسحاب، حاذقة ماهرة بعمل اليدين" نعم هي كذلك، حذقة بالطبخ، مع التفنن فيه، وحذقة بأعمال الزراعة ومتطلباته، حيث كانت الساعد الأيمن لزوجها الكريم، وبخاصة في إبان الشباب والنشاط. ذلكم من أهم خصال عمتي الجليلة نورة بنت علي الطريقي التي وافاها أجلها المقدور بعد ظهر يوم الأحد الموافق 27/5/1432 ه لقد رحلت وخلفت وراءها ذكرا عاطرا، وسمعة طيبة، وأولادا شهاما: دخيل بن محمد الطريقي، وعبدالرحمن وعبدالله وحمود وأم خالد أبناء أحمد الخميس فرحمة الله عليها كلما ذكرها ذووها، وسلام عليها يوم ودعها محبوها. وعزائي لأولئك جميع، ولأخويها أحمد وناصر أحياهما ربي العظيم حياة طيبة . * جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية