وقف عدد كبير من المهتمين بأسرار الفلك وأسر سعودية ومقيمة بأطفالهم خلف عدسات التلسكوبات المخصص لرصد الخسوف الكلي النادر الذي استمر حوالي 100 دقيقة في مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية "سايتك" بالخبر وشاهدوا رصد هذه الظاهرة في سماء المملكة التي لم تحدث منذ 40 عاما حيث شكل أحد الخسوفات القمرية الأسطورية الأكثر ظلمة وندرة في التاريخ وتتكرر مشاهدته بعد 65 عاما. أحد المقيمين يشاهد الخسوف في مركز سايتك وقال أستاذ الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور علي الشكري بأن الخسوف بدأ من الساعة 9:23 مساء أمس الاول ومنتصف الخسوف الساعة 10:22 - والخسوف الكلي كان في الساعة 11:13 مدة الخسوف الكلي حوالي ساعة وأربعين دقيقة - واستمرت مدة الخسوف من البداية حتى النهاية حوالي ثلاث ساعات وأربعين دقيقة، مبينا بأن ظاهرة الخسوف ظاهرة فلكية طبيعية معروفة وهي غير مؤثرة على التقنيات والاتصالات والفضائيات، وأن تأثيرها منصب على المد والجزر في البحر فقط مضيفا بأن أطول مدة للخسوف كانت 106 دقيقة قبل خمسة ألاف سنة بحسب الحسابات الفلكية. وأكد ل"الرياض" بأن سكان المملكة تمكنوا من رؤية الخسوف في فترة الليل أثناء حدوثه، فيما شهد معظم دول العالم بعض مراحل الخسوف الكلي الحالي ماعدا أمريكا الشمالية ومنطقة القطب الشمالي وتمكن سكان مناطق شرق وجنوب أفريقيا وغرب آسيا والشرق الأوسط من رؤية جميع مراحل الخسوف الجزئي أما الساكنين في أوروبا وغرب أفريقيا فتمكنوا من رؤية بعض مراحل الخسوف حيث يشرق القمر وهو مخسوف وكذلك بالنسبة لسكان شرق وشمال آسيا وأستراليا الذين استطاعوا رؤية بعض مراحل الخسوف حيث يغرب القمر وهو لازال مخسوف. عائلات سعودية تواجدت لمشاهدة الخسوف ونوه بأن لا علاقة للظواهر الكونية بمصير أو قدر أي إنسان ولا تظهر أو تختفي لموت أحد أو ميلاده ولا هي نذير شؤم لإنسان أو فأل خير لإنسان آخر. ولفت إلى أن جميع الخسوفات القمرية الكلية تبدأ بمرحلة خسوف شبه الظل يتبعه مرحلة الخسوف الجزئي، وعند انتهاء الخسوف الجزئي يتبعه خسوف شبه الظل، ويكون الخسوف الكلي في المنتصف، كما أن مرحلة خسوف شبه الظل تعتبر صعبة الرصد حتى من خلال التلسكوبات وذلك نظرا لأنه لا يحدث تغير ملحوظ في سطوع القمر، أما بالنسبة لمرحلتي الخسوف الجزئي والكلي فإن رصدهما سهلا من خلال العين المجردة. عبدالله العياضي من جمعية الفلك بالقطيف يسجل مراحل الخسوف ومن جانبه رحب مدير العلاقات العامة والتسويق وليد الرشيد بالجميع الذين حضروا إلى جانب أطفالهم للمشاركة في رصد هذه الظاهرة والتعرف عليها، مشيرا في الختام إلى إن المركز جند كافة الإمكانيات لنجاح مشاهدة هذه الظاهرة والظواهر التي سوف تتم مستقبلا عن طريق التليسكوب والشاشات.