تشهد سماء المملكة اليوم خسوفا كليا للقمر يعد الأول في العام الهجري والأخير في العام الميلادي، يتميز بأن القمر يشرق وهو مخسوف جزئيا في المنطقة الشرقية ويشرق مخسوفا كليا في المنطقة الوسطى والغربية وباقي المناطق. ورأى رئيس الجمعية الفلكية في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذه الظاهرة الفلكية تعتبر مصادفة مميزة، حيث يتم رصد خسوفين للقمر نادرين مختلفين من حيث الخصائص الفلكية يفصل بينهما فترة زمنية قصير جدا، لافتا إلى أن سماء المملكة شهدت خسوفا نادرا للقمر في منتصف رجب العام الماضي تميز بأن مرحلتة الكلية كانت الأطول منذ 40 سنة، ويتبع ذلك الخسوف النادر اليوم فهو يحدث مع شروق القمر وهذا النوع من الخسوف لم يحدث في سماء المملكة منذ 22 عاما. وأشار إلى أنه خلال الخسوف الكلي للقمر تقوم الكرة الأرضية بحجب ضوء الشمس عن القمر، فإن أشعة الشمس غير المباشرة تبقى قادرة على الوصول إلى القمر، ولكن قبل ذلك عليها المرور من خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يقوم بترشيح معظم ألوان الضوء الأزرق ويتبقى الضوء الأحمر والبرتقالي القاتم، إضافة إلى ذلك فإن الغلاف الجوي للأرض يقوم بعكس أو انحناء كمية بسيطة من ضوء الشمس التي يمكن أن تصل إلى القمر وتجعله مضيئا، ولو أن الأرض لم يكن يحيط بها غلاف جوي فإن القمر خلال الخسوف الكلي سوف يكون بلون أسود، كما أن القمر عند خسوف القمر الكلي يمكن أن يأخذ اللون البني الغامق والأحمر إلى البرتقالي البراق والأصفر وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي حول الأرض. وأفاد أبو زاهرة بأنه عقب انتهاء مرحلة الخسوف الكلي سوف يكون الراصدون على موعد هام مع مرحلة الخسوف الجزئي، حيث سيتمكن من رؤية شكل الأرض عند النظر إلى ظلها الساقط على وجه القمر المضيء، حيث ستتم ملاحظة أن ظل الأرض متقوس ما أوحى للقدماء منذ أكثر من ألفين عام أن شكل الأرض يجب أن يكون دائريا أيضا، وخسوف بعد خسوف لاحظوا بأنها تسقط ظلا دائريا لذلك قرروا بأننا نعيش على كوكب دائري، وذلك منذ فترة طويلة قبل قيام المركبات الفضائية ورواد الفضاء من التقاط صور تظهر كوكبنا الأزرق من الفضاء. ونوه رئيس الجمعية الفلكية أن خسوف القمر على عكس كسوف الشمس، يمكن رصده مباشرة بالعين المجردة بدون الحاجة إلى استخدام نظارات أو معدات خاصة. ويمكن استخدام التلسكوب، ولكن القمر سيكون في طور البدر المكتمل لذلك الرصد سيكون لمراحل الخسوف، ولكن لا يمكن رصد ظلال التضاريس القمرية نظرا لأن القمر يكون مواجها للشمس وتكون الظلال القمرية قصيرة جدا. أبو زاهرة خلص إلى القول «الخسوف سيكون مشاهدا في سماء منطقة الخليج العربي ومساحات واسعة من العالم العربي وألاسكا وشمال كندا وأستراليا ونيوزيلندا وسط آسيا والأجزاء الشرقية من آسيا، وسوف يغرب القمر مخسوفا في شمال أمريكا وهاواي، في حين أن القاطنين على طول الساحل الغربي للولايات المتحدةوكندا سوف يرصدون بداية الخسوف الكلي مع اختفاء القمر تحت الأفق الغربي، أما القاطنون على الساحل الشرقي فسوف تتاح لهم الفرصة لرؤية بداية الخسوف الجزئي قبل غروب القمر». وفي الرياض أوضحت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن خسوف القمر الكلي يستمر لمدة خمسين دقيقة، ويبدأ عند الخامسة وست دقائق، عندما يشرق القمر في مدينة الرياض الساعة الخامسة ودقيقة واحدة، حيث سيكون القمر في حال خسوف جزئي لمدة خمس دقائق يتحول الخسوف بعدها إلى خسوف كلي مع غروب الشمس عند الخامسة وست دقائق.