يقف المهتمون بأسرار الفلك في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) وجمعية الفلك في جدة الليلة خلف عدساتهم والتلسكوبات المتخصصة لرصد الخسوف الكلي النادر الذي يستمر 100 دقيقة ولم يتم رصد مثله في سماء المملكة منذ 40 عاما ويشكل أحد الخسوفات القمرية الأكثر ظلمة وندرة في التاريخ. رئيس جمعية الفلك في جدة المهندس ماجدة أبوزاهرة أوضح ل «عكاظ» أن الخسوف الكلي النادر يستمر 100 دقيقة في سماء المملكة في ظاهرة فلكية طبيعية معروفة عند البشر من العهد القديم غير مؤثرة على التقنيات والاتصالات والفضائيات، وأن تأثيره فقط مقتصر على المد والجزر في البحر. وأضاف «يبدأ دخول القمر لمنطقة شبه ظل الأرض عند الساعة 8:24 بتوقيت مكةالمكرمة وهذه المرحلة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة حين أن القمر لم يحدث في خسف وأشعة الشمس ما تزال تصل إليه، يعقب ذلك بداية الخسوف الجزئي عند الساعة 9:23 مساء ويستمر جزئيا، ويبدأ بعد ذلك الخسوف الكلي عند الساعة 10:22 مساء، حيث يكون كامل القمر داخلا في ظل الأرض ويصل الكسوف ذروته عند الساعة 11:13 مساء». وأشار إلى أن مقدار ما سوف يغطيه ظل الأرض القمر سيبلغ 170.5 في المائة، وهذه القيمة تشير إلى المقدار الذي وصل فيه القمر داخل ظل الأرض ما يعني أن القمر سيكون في عمق ظل الأرض ما يجعل المشاهد للقمر في ذلك التوقيت يلاحظ أنه أكثر ظلمة من الخسوفات القمرية الأخرى المعتادة. ولفت إلى أن جميع الخسوفات القمرية الكلية تبدأ بمرحلة خسوف شبه الظل يتبعه مرحلة الخسوف الجزئي، وعند انتهاء الخسوف الجزئي يتبعه خسوف شبه الظل، ويكون الخسوف الكلي في المنتصف، كما أن مرحلة خسوف شبه الظل تعتبر صعبة الرصد حتى من خلال التلسكوبات وذلك نظرا لأنه لا يحدث تغير ملحوظ في سطوع القمر، أما بالنسبة لمرحلتي الخسوف الجزئي والكلي فإن رصدهما سهلا من خلال العين المجردة.