** تعتبر الخدمات الإنسانية الجليلة التي يقدمها (الهلال الأحمر) في جميع دول العالم ومجتمعاته من أرقى الخدمات التي يُهتم بها.. ويُنفق عليها بالبلايين، وتوفر لها كل الامكانات المطلوبة.. لتحقيق أهداف السلامة القصوى لكل من يحتاجون إليها.. بالسرعة الممكنة.. وفي الوقت المناسب.. وبالمستوى (الحرفي) و(المهني) المفروض.. ** ولذلك فإن مراكز الهلال الأحمر.. في المدن الكبرى ولاسيما في دول أوربا وأمريكا وبعض دول الشرق.. تنتشر في الشوارع.. وحتى الأحياء بصورة تفوق حتى فرق الدفاع المدني.. ونقاط المتابعة الأمنية.. وخدمات المدن البلدية.. وما في حكمها.. فضلاً عن أن خدمات الهلال الأحمر.. تبرز أكثر وتتكثف في الطرق الطويلة .. والممتدة بين المدن وضواحيها.. وكذلك بين المدن المتباعدة المسافات.. لمواجهة الحوادث وإصابات الطرق الطويلة.. ومشكلات السير على امتداداتها.. على مدى الأربع وعشرين ساعة.. ** أكتب هذا الكلام.. وأستعرضه.. بعد أن رأيت صباح يوم الثلاثاء الماضي (شاباً) ملقىً في حديقة بامتداد طريق الملك / الأندلس وإلى جواره جندي.. وسيارة مهشمة .. يبدو أنه قد تعرض فيها لحادث غير معروف الأسباب والملامح.. بدليل عدم وجود خصم آخر أمامه وقريباً منه.. ويبدو انه هو سبب الحادث.. إما نتيجة السرعة.. أو من جراء فقدان السيطرة على المقود بدليل أن وجهة السيارة كانت إلى الغرب .. بدل أن تكون متجهة إلى الجنوب الشرقي.. ** وبالتأكيد فإن الجميع كان بانتظار الهلال الأحمر لإنقاذه أو نقله إلى أقرب مستشفى وعلاجه أولاً.. ** وكما يعلم الجميع .. فإن عمليات الانقاذ ولاسيما في حالات الاصابة من الحوادث تحسب بالدقيقة والثانية.. وان التأخر بعض الوقت قد يقضي على حياة شخص أو أكثر.. سواء من صدمة سيارة.. أو من حريق ناشب هنا وهناك أو من حدث آخر أيضاً.. ** وما أريد أن أقوله هو : أن الوقت قد حان لكي يعطي الهلال الأحمر.. كل ما يحتاج لكي يصبح فاعلاً بصورة اكبر في نواحي الانقاذ.. وتأمين الحد الأدنى من السلامة في موقع الحادث، وكذلك عند النقل بدل أن يكون مجرد وسيلة لإيصال المصاب إلى المكان المحدد.. دون تدخل طبي ووقائي.. تجنباً لأي مضاعفات أخطر.. ** وذلك يتطلب.. إيجاد مراكز إنقاذ للهلال الأحمر في أحياء المدن المختلفة.. توفيراً للخدمة السريعة وتجنباً للاختناقات المرورية.. وصعوبات السير والإنقاذ التي تحدث الآن.. ** كما يتطلب رفع كفاءة العمل الاسعافي.. بتوفير مستويات أعلى من الرعاية الطبية ولاسيما عند التعامل مع الحالات الحرجة والدقيقة.. وهذا يستدعي توفير كوادر طبية متخصصة للتعامل مع الكسور والاصابات.. ونزيف الدم بأنواعه.. والجلطات المختلفة وما في حكمها.. ** كما يتطلب أيضاً.. تحسين مستوى تأهيل المسعفين ليكونوا بدرجة ممرض على الأقل.. بحيث يتخرج في كليات التمريض المتخصصة.. أو من خلال إحداث كليات متخصصة في المجالات الاسعافية.. لتخريج هذا المستوى المنشود من التأهيل.. ** ويتطلب الامر أيضاً.. إدخال الفتاة السعودية مجال هذه الخدمة.. لأن الكثير من حالات الاصابة تنال بعض الأسر والعوائل أو السيدات في عرض الشارع أو من جراء الحرائق المفاجئة .. وهكذا.. ** ولاشك أن الجهود الكبيرة التي يبذلها سمو الامير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز في هذا المجال هي التي أغرتني بأن أطالب بتوفير الدعم الكافي لهذا القطاع حتى يتحقق ما يطمح إليه الامير وينتظره المواطنون من هذا المرفق المم.. والمرتبط بالسلامة العامة لنا جميعاً.. وهم جديرون بهذا الدعم على كل المستويات. *** ضمير مستتر: **(لا يمكن تحقيق الأهداف العليا.. للسلامة العامة دون تطوير حقيقي .. يعتمد على الدعم الشامل والمطلق).