تستدعي حوادث الضياع المتكررة في صحراء النفود، إدخال خدمة الإسعاف الطائر ضمن المنظومة العملية لهيئة الهلال الأحمر في منطقة حائل، للمشاركة في البحث عن المفقودين وإنقاذ الناجين منهم وتمشيط المناطق والمنتزهات البرية جويا، كونها تجذب اهتمام المتنزهين والزوار لا سيما في أوقات الإجازات والمواسم. حالات عديدة لقيت حتفها في ظروف الصحراء القاسية، كان بالإمكان إنقاذها في حالة توفر طائرات الإسعاف التي باستطاعتها رصد المفقودين والوصول إليهم في مختلف الظروف خلال دقائق معدودة، نظرا لاحتوائها على أجهزة متطورة وحديثة. يقول فهد خلف العنزي «اختلاف التضاريس في حائل يجعل من وجود الإسعاف الطائر أمرا ضروريا وملحا في المنطقة ذات القرى والهجر المتباعدة، ما يمنع سيارات الإسعاف من الوصول في الوقت المناسب لإنقاذ مصابي الحوادث أو المفقودين، وتحتاج هيئة الهلال الأحمر في المنطقة توفير الإسعاف الطائر لمساهمته في سرعة الوصول إلى موقع الحدث دون أدنى تأخير يذكر»، مشيرا إلى أن زيادة عدد الأودية في المنطقة تستوجب توفير الإسعاف الطائر لإنقاذ الغارقين ومحتجزي السيول. وأضاف حاتم الجهني: في إحدى المرات احتجز عدد من الأشخاص فوق برج للجوال يبلغ طوله 45 مترا، ولم يتمكن أفراد الدفاع المدني من إنقاذهم لأن سلالم سيارات «السنوركل» لا يتعدى ارتفاعها 25 مترا، وهذا أحد الحوادث التي كانت تستدعي تدخل الإسعاف الطائر لإنقاذ المحتجزين. وأشار إلى أنه لو وقع حريق في أعلى برج حائل لكانت الخسائر المالية والبشرية فادحة، خاصة أن مخارج الطوارئ في المبنى لا تسمح بخروج أكثر من شخص كما أن المصعد الكهربائي لا يعمل بشكل جيد، ولوحدث أن احتجز أحد أعلى البرج فكيف سيتم إنقاذه في غياب الإسعاف الطائر. وذكر حادثة مؤلمة لقيت خلالها أسرة حتفها بعدما تاهت في صحراء نفود الجبة. ويتذكر ناصر الفهد حادثة تعرض لها أحد الأشخاص بعدما ظل محتجزا في أحد الجبال المرتفعة مدة طويلة، قبل أن يستبسل رجال الدفاع المدني وينقذوه بصعوبة. محمد العنزي يقول «تشهد منطقة حائل العديد من الحوادث، لذلك ينبغي توفير إسعاف طائر لمباشرتها، والحاجة لهذه الطائرات في المنطقة أصبحت ملحة لوجود نفود جبه الذي يتوه داخله العديد من المواطنين». ويرى تركي الشمري أن الأطراف المتباعدة للمنطقة وكثرة عدد القرى بحاجة إلى طائرة مجهزة طبيا بشكل متكامل لتغطية أطراف مدينة حائل، خاصة أن بعض الطرق بحاجة ماسة لهذه الطائرات لعدم تغطيتها من قبل مراكز أمن الطرق. ويعتبر مساعد الخالد أن الإسعاف الطائر سيساهم في تسهيل مهمات الإنقاذ وتنفيذها بالسرعة المطلوبة دون أدنى تأخير، مشيرا إلى أن إحدى الأسر لقيت مصرعها بعدما تاهت في الصحراء لعدة أيام. وأشار محمد. س إلى أن هناك بطؤا في وصول سيارات الهلال الأحمر إلى مواقع الحوادث ذات التضاريس المختلفة. وأضاف: للجهات المعنية توفير طائرة خاصة لحائل تساهم في أعمال الإنقاذ والبحث والإسعاف والتمشيط بما يمكن الفرق المتخصصة من الوصول إلى المواقع المطلوبة في أسرع وقت ودون أدنى تأخير، الأمر الذي سينقذ العديد من الأشخاص في المستقبل، مطالبا برفع مستوى مركز الدفاع المدني في مدينة جبة ودعمه بالأفراد المؤهلين والإمكانيات المختلفة للمساعدة في إنقاذ التائهين في الصحراء ومصابي الحوادث المرورية، والعمل على زيادة وتكثيف الإرشادات التوعوية وعمل خرائط مدروسة لهذه الصحراء تبين معالمها ليتسنى لفرق الدفاع المدني سرعة الوصول إلى الأشخاص بمجرد تلقيها البلاغ، بدلا من انتظار وصول الطائرات من مدن أخرى بعيدة، فيجب على الجهات المعنية العمل على تأمين طائرة خاصة في المنطقة تكون مستقرة في حائل لتتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إلى مصابي الحوادث ومفقودي الصحراء في الوقت المناسب، بدلا من تركهم على حالهم أوقاتا طويلة قد يتعرضون للموت خلالها. من جانبه، أكد مصدر مسؤول في هيئة الهلال الأحمر السعودي أن تشغيل خدمة الإسعاف الطائر ستشمل جميع المناطق، بعد معالجة السلبيات المرصودة في بعض المدن والتي من أبرزها عدم وجود مهابط للطائرات في المستشفيات، مشيرا إلى أن تعليمات رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي تنص على ضرورة الاهتمام بتحديث وتطوير أسطول الإسعاف الجوي ومنسوبي القطاع من خلال طائرات مجهزة بتقنيات ومعدات طبية حديثة وطواقم وكوادر فنية باستطاعتها التعامل مع كافة الحالات المرضية ومصابي الحوادث. وشدد على أهمية توفير مهابط للطائرات في المستشفيات، لنقل الحالات التي تستدعي التدخل الجراحي العاجل وزيادة القواعد الفرعية لطيران الإسعاف الجوي في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة لأداء مهماتها المختلفة في التدخل السريع لإسعاف المرضى ونقل المصابين والتعامل مع الإصابات وحوادث الطرق.