بعد أن رفضت لجنة الاستئناف احتجاج الوحدة على قرار لجنة الانضباط بخصم ثلاث نقاط من رصيد الفريق في دوري المحترفين وبالتالي هبوطه لمصاف أندية الدرجة الأولى قررت إدارة الوحدة تقديم شكوى لدى المحكمة الدولية في لوزان تتظلم من القرار كونها ترى أن تأخر الفريق في بدء مباراته الأخيرة ضد التعاون لا يستحق مثل هذا العقاب، ومن المعلوم أن قرار إقامة جميع مباريات الجولة الأخيرة هدفه عدم التساهل في اللعب قبل أن يكون الهدف هو التواطؤ، فالفرق عندما تلعب جميعها في لحظة واحدة ستبحث بشتى الوسائل على الفوز بغض النظر عن النتائج الأخرى إذا كان الفوز وحده هو من سيمنحها بطولة أو مركزاً متقدماً أو يمنعها من الهبوط للدرجة الأدنى، لكن اللعب في أوقات مختلفة بين الفرق المتنافسة يمنح مجالاً للتلاعب واللعب السلبي خصوصاً إذا كانت نتيجة مباريات اليوم السابق أو المباريات المنتهية في ذات اليوم أوضحت ماذا تريد الفرق التي تلعب لاحقاً؟، وهذا هو السبب الرئيس الذي جعل لجنة الانضباط في اتحاد القدم تقرر معاقبة الوحدة والتعاون بخصم ثلاث نقاط من رصيد كل فريق إذ كان التعادل يخدم الفريقين بعد انتهاء لقائي الاتفاق بالقادسية والفيصلي بالشباب، فالنقطة منحت الوحدة حق البقاء في الممتاز وضمنت للتعاون مقعداً في ربع نهائي كأس الملك، لذلك فالقرار لم يكن ظالماً بحق الفريقين بسبب تأخرهما من أجل معرفة نتائج مباريات الفرق الأُخرى بغض النظر عمن يقول إن الفريقين متفقان على إنهاء النتيجة بما يرضيهما، فعدم معاقبة الفريقين ومرور الحادثة مرور الكرام أضر بالقادسية والفيصلي المنفذين للقرار الملزم بلعب جميع المباريات في توقيت واحد، وأي قرار بعد ذلك يكون فيه إعادة للمباراة مثلاً أو إعادة كل المباريات ذات العلاقة فيه ضرر بفرق أُخرى وهي فرق نفذت التعليمات وطبقت القرارات بحذافيرها فلماذا تكون ضحية لقرار غير منصف لفرق تعمدت أو حتى جهلت تطبيق القرارات بدقة بغض النظر عن أي مسببات أدت لعدم تنفيذ هذا التأخير؟، وسبب أداء صلاة العشاء الذي ساقه الوحداويون كمبرر لتأخرهم ليس منطقياً ولا مقبولاً كونه لا يرتبط باللعبة وأدواتها مع الحفظ التام لأهمية الصلاة بالنسبة لنا كمسلمين. «الفيفا» الذي لجأت إليه الوحدة هو أول من اكتوى بنار المؤامرات والقيل والقال إذ دخل في هجوم لاذع بعد المؤامرة الشهيرة للنمسا وألمانياالغربية ضد الجزائر في مونديال 1982م بإسبانيا، حيث لعبت الجزائر مباراتها الأخيرة في دوري المجموعات ضد تشيلي يوم الخميس 24 يونيو 1982 على ملعب كارلوس في مدينة أوفييدو وحققت الفوز الثاني 3-2 لها بعد الفوز التاريخي على ألمانياالغربية في مباراتها الأولى بالنتيجة ذاتها وبذلك رفعت رصيدها إلى اربع نقاط، وفي اليوم التالي لعبت النمسا التي لديها اربع نقاط من فوزين على تشيلي ثم الجزائر ضد ألمانياالغربية التي لديها نقطتان من فوز عريض على تشيلي 4-1، كانت ألمانيا تحتاج إلى الفوز بأي نتيجة لتتأهل برفقة النمسا إلى الدور الثاني وهذا ما حدث إذ لم تهتم النمسا للمباراة كون وضعها هو الأريح بين الفرق الثلاثة وخسرت 1-صفر في الدقيقة العاشرة في مباراة لا زالت عنواناً للتواطؤ في كأس العالم وتفتح سيرتها مع كل مونديال، بعدها قرر «الفيفا» إقامة مباراتي الجولة الأخيرة في كل مجموعة في توقيت واحد منعاً للتواطؤ أو التساهل حتى يعلم كل فريق أنه من الممكن أن تكون الدقيقة 90 هي الحاسمة والفيصل في تأهله للدور التالي من عدمه، وتم العمل بذلك منذ النسخة التالية للمونديال في المكسيك 1986م، وهذا التوحيد لتوقيت المباريات المرتبطة ببعض أمر تسير عليه الكثير من الاتحادات القارية والمحلية كتصفيات ونهائيات أمم أوروبا ودوري مجموعات أبطال وكأس اتحاد أندية أوروبا ونهائيات الأمم الأفريقية والآسيوية، لذلك فتوحيد توقيت الجولتين الأخيرتين للدوري السعودي للمحترفين هو في ذات الإطار ويهدف إلى اللعب بمنافسة شريفة اتفقت عليها غالبية الأمم والاتحادات وقبل ذلك وبعده أقره «الفيفا» ورآه الحل الأمثل لمنع أي تساهل أو تلاعب في نتائج المباريات، لذلك من غير المنتظر من «الفيفا» أن يناقض نفسه ويقر بصحة موقف الوحدة في مباراته مع التعاون لا سيما وأن سبب التأخير في بدء اللعب في التوقيت المحدد من قبل الاتحاد المحلي ليس مرتبطاً باللعبة وأدواتها وهي الحالة الوحيدة التي من الممكن أن يقبل فيها تبرير التأخر.