لا تذكر كلمة (مؤامرة) في كرة القدم في أي دوري محلي أو بطولة إقليمية أو عالمية إلا ويستشهد بما حدث في مونديال اسبانيا 1982م بين ألمانياالغربية والنمسا من تآمر واضح لحرمان الجزائر من التأهل للدور الثاني للبطولة العالمية الثانية عشرة التي شهدت مشاركة 24 فريقاً للمرة الأولى في تاريخ نهائيات كأس العالم. في يوم الأربعاء 16 يونيو 1982م واجهت الجزائر في أول مباراة تخوضها في تاريخها في المونديال ألمانياالغربية بطلت أمم أوروبا قبل سنتين من كأس العالم وذلك في ملعب المولينون في مدينة خيخون أمام 42 ألف متفرج ، انتهى الشوط الأول سلبياً وفي الدقيقة 54 سجل رابح مادجر هدف السبق للجزائر وعادل رومينغيه الكفة في الدقيقة 76 ولكن الأخضر بلومي رد عليه بهدف ثان بعد دقيقة واحدة وبه انتهت المباراة لتحقق الجزائر فوزاً مدوياً على الألمان. في ذات المجموعة فازت النمسا على تشيلي بهدف يتيم، وعوض الألمان خسارتهم المدوية بفوز ساحق على تشيلي 4 - 1 منها هاتريك لرومنيغيه ،وحجزت النمسا مقعدها في الدور الثاني بشكل شبه مؤكد بالفوز على الجزائر بهدفين نظيفين، ويبدو أن المنتخب العربي دخل للمباراة بنشوة الفوز التاريخي على ألمانيا. في الجولة الأخيرة كانت الجزائر مطالبة بالفوز بفارق 3 أهداف على تشيلي لتضمن التأهل بغض النظر عن نتيجة النمسا وألمانياالغربية في اليوم التالي، وحقق الجزائريون مرادهم في الشوط الأول بتسجيل 3 أهداف حملت تواقيع صلاح عصاد هدفين وبن صولة هدف، في الشوط الثاني فقد الجزائريون لياقتهم البدنية وتلقوا هدفين لتنتهي المباراة بفوز غير مطمئن 3 -2 كون النمسا ستتأهل مالم تخسر بفارق 4 أهداف وحينها سترافق الجزائر. في اليوم التالي كانت مباراة النمسا وألمانياالغربية والأخير مطالب بالفوز ولا شيء غيره في حين أن التعادل أو الخسارة ستنقل الجزائر للدور الثاني من أول مشاركة، ولكن الألمان سجلوا هدفاً في الدقيقة العاشرة وبعده تحولت المباراة إلى تمرين طغى عليه تناقل الكرة وسط الملعب ولم يعزز الألمان هدفهم ولم يحاول النمساويون تعديل النتيجة وانتهت المباراة بذلك الهدف الذي أخرج الجزائر، وبقيت مؤامرة النمسا وألمانياالغربية وصمة عار في جبين كأس العالم لذلك قرر الفيفا من المونديال التالي 1986 في المكسيك أن تقام مباريات الجولة الأخيرة في التوقيت ذاته وهو ما سرى بعد ذلك على مباريات الدور الأول في كل بطولات الاتحادات القارية وغيرها من المسابقات حتى لا يكون هناك ضحايا للتآمر كما حدث للجزائريين في بلاد الأندلس، كما اعترف بذلك وأقره مدافع منتخب ألمانياالغربية في مونديال اسبانيا بيتر بيرغل في حديث صحفي لجريدة الاتحاد الإماراتية عام 2007م، وكان بيرغل يحمل الرقم 2 في المنتخب الألماني الغربي الذي أكمل مسيرته بعد المؤامرة فلعب في الدور الثاني في مجموعة ضمت انجلترا وأسبانيا وتصدرها ليتأهل لنصف النهائي ويواجه فرنسا في مباراة مثيرة انتهى وقتها الأصلي 1-1 ثم تعادل الفريقان في الوقت الإضافي 3- 3 ليحتكمان لركلات الترجيح وتفوز ألمانياالغربية 5-4 وهي أول مباراة في تاريخ كأس العالم تحسم بركلات الترجيح ، ولعبت ألمانيا في النهائي ضد إيطاليا وخسرت 1-3 في إستاد سانتياغو برنابيو.