أقصى ما يحلم به حاكم ومحكوم، أمس واليوم وفي المستقبل، وفي كلّ الدول المتقدمة والنامية، هو الحب الصادق المتبادل بين الحاكم والمحكوم، والاحترام الصادر من الأعماق، والذي تُصَدِّقه الأفعال والأقوال.. وفي عالم اليوم لا يوجد حاكم يبادل شعبه ويبادلونه الحب الصادق والاحترام الصادر من الأعماق المُدَعَّم بالأفعال والأقوال كهذا الرجل العظيم: عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وملك المملكة العربية السعودية، فقد ملك القلوب بعدله وإخلاصه وتواضعه وتفانيه مع شعبه وحرصه على متابعة كل ما يحقق لشعبه الوفي، بل ولأمته الكبيرة، الأمن والأمان، والرفاهية والاستقرار، والاحترام بين أمم العالم قاطبة، حتى صارت المملكة محط أنظار العالم وعضواً فعالاً في نادي الدول العشرين الأقوى.. والأغنى. إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وإخوانه الميامين، قدموا نموذج النجاح في إدارة شؤون الحكم، ورعاية مصالح الشعب، ودفع عجلة التنمية إلى الأمام، وتعميق الأمن والأمان، والرسوخ والاستقرار، بحيث أصبح هذا النموذج الفريد - وسيظل - مَحَلَّ درس وتحليل في أسفار التاريخ، ومثار إعجاب وإكبار من كل المنصفين المتخصصين في السياسة والإدارة والاقتصاد. * إنَّ قوة الاستقرار وجزالة الإنجاز في عهد الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز أوضح من الشمس في رابعة النهار، فالاستقرار يعم المملكة من شرقها لغربها، ومن شمالها لجنوبها كما تعم الشمس البسيطة في ضُحى لا غيم فيه، والمملكة قارة، والقلاقل والفتن والمشاكل قريبة منها، جنوباً عنها وشمالاً، مع ذلك ظلت واحة أمن وأمان، ومظلة رسوخ واستقرار، وواحة عطاء ونماء، والناس يُتَخّطفون من حولها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فقد سعت المملكة، بقيادة الملك عبدالله، وبكل ما أُوتيت من قوة، لإخماد نيران الفتن في الدول المجاورة، وإعزاز الحق والوقوف مع العدل، وإيقاف الظلم والقتل، ونشر ثقافة المحبة والتسامح والتعاون على البر والتقوى والنهي عن البغي والعدوان والأمر بالعدل والإحسان كما أمرنا خالقنا - عزَّ وجلَّ - ولا غرابة أن تقوم المملكة بهذا الدور الكريم: فهي مهبط الوحي ومهد الإسلام وقد وحّدها عبقري العروبة والإسلام الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) قولاً وعملاً، حياة ومنهجاً، وعلى ذلك سار أبناؤه الميامين، وسعدت بهذه الوحدة العظيمة المباركة كل الشعوب العربية والإسلامية، فوحدة هذه الأرض المباركة عِزٌّ للإسلام والمسلمين، وعزوةٌ للعروبة وصمام أمان لاقتصاد العالم حيث تحتضن أرض المملكة المباركة ربع احتياطي العالم من النفط، وما أدراك ما النفط؟ إنه الدم الذي يجري في جسد الاقتصاد العالمي، ولو اضطرب جريانه لتلفت تلك الشرايين ومرضت أعضاء العالم.. إن دولاً حولنا لديها النفط الكثير، وتجري من تحتها الأنهار، وسبقتنا في التعليم والصناعة والتنمية، ولكن عدم حكمة قادتها، قادتها إلى حروب مروعة، وتخلُّف اقتصادي وسياسي، وفتن كقطع الليل المظلم، فليس النفط وحده مصدر القوة والنمو والمكانة، ولكن الأهم من النفط هو حكمة الحاكم وعدله وصدق نيته وحبه لشعبه وحرصه على أن يعم الخير الجميع وتلك بعض صفات مليكنا الصالح عبدالله بن عبدالعزيز الذي نفخر به وندعو له ونحبه ونُجله ونحترمه ونحس أنه - حفظه الله هو وإخوانه الكرام - قدموا فوقنا - بفضل الله - مظلة من الأمن والأمان والرسوخ والاستقرار، والاطمئنان - بمشيئة الله - على مستقبلنا ومستقبل أولادنا وأجيالنا القادمة، فجزالة العطاء في عهد الملك المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز عمت جميع المواطنين وشملت كل المرافق والميادين وجعلت راية المملكة خفاقة بين الأمم مرفوعة على كل المنابر، كيف لا وهي راية متميزة تحمل أعظم تعبير تعرفه البشرية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هذا المعنى الخالد الذي سيظل - بإذن الله - منصوراً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. *** إنه لا يوجد أحد على وجه الأرض.. لا فرداً ولا جماعة.. لا يتمنى من صميم الفؤاد أن يرزقه الله - سبحانه وتعالى - حاكماً عادلاً قوياً حكيماً وسخياً.. غير أنه: «وما نيل المطالب بالتمنِّي ولكنْ تُؤخذ الدنيا غلابا» لهذا نحمد الله - تبارك وتعالى - صُبْحَ مساء، على أن رزقنا حاكماً عادلاً قوياً أميناً سخياً ثاقب النظرة جزل العطاء نحبه أشد الحب ونحترمه من أعماق القلب، ننظر إليه بإجلال الأبناء لكريم الآباء، وينظر لنا بحنو الأب الرؤوم لبررة الأبناء، فنحن - بإذن الله - معه، ونسير على أمره، ونفرح بوجوده، ونفخر بأنه ملكنا وقائد مسيرتنا، وندعو له من أعماق قلوبنا بالصحة والتوفيق وطول العمر.. *** إن الإمام أحمد بن حنبل من أحكم العلماء، وهو أشهر من أن يُذكر، وقد كان - رحمه الله - يقول: - لو علمتُ أن لي دعوة مستجابة لدعوت بها لولي أمر المسلمين.. لأنه بصلاحه تصلح أحوال المسلمين.. ونحن نواصل حمد الله - جلَّ وعزّ - على أن رزقنا ذلك الولي الصالح مليكنا المفدى عبدالله بن عبدالعزيز وندعو له قائمين قاعدين..