تحية إكبار وتقدير للشيخ سليمان الراجحي الذي بلغ في حكمته ونظرته للمستقبل نظرة أكبر وأثمن من الثروة التي يملكها، والتي تقدر ب 6,6 مليارات دولار.. وصرح أنه لم يعد يملك ريالاً واحداً. لقد تعدى تفكير الشيخ سليمان الحاضر ونظر إلى المستقبل ليس مستقبله هو بل مستقبل أولاده وبناته،إن الحكمة لا تستدعي أن نفكر في أولادنا خلال حياتنا بل أن نفكر في أولادنا بعد مماتنا. قام الشيخ بتوزيع ثروته على أولاده وبناته قبل وفاته متحاشياً ما قد يحدث بينهم من خلاف في توزيع الثروة وتشتت وشقاق وخلافات قد تنتهي بتفكك عرى الأخوّة بينهم. ليس ذلك فقط فهناك الكثير من القصص التي تدمي القلب في استئثار البعض بالتركة أو حرمان البنات بالذات منها، عدا بالطبع نقطة مهمة جداً جداً عملية الحجر التي قد يمارسها أحدهم بتأجيل وتسويف توزيع التركة في وقتها الصحيح فارضاً وجهة نظره بأن الوقت السليم لبيع الممتلكات لم يحن بعد. وهذا ما حكته لي زميلة من أن أخاها أجل بيع ما لَهم من حقوق ما يزيد على العشر سنوات وبالتالي قد يضيع الكثير من الفرص خاصة أن لكل منا وجهة نظره الخاصة جداً في متى وكيف يستثمر ماله الخاص، ومتى يكون الوقت المناسب لذلك؟ وأيضاً لفارق العمر دور بين الورثة، فقد يشيخ أحد الورثة أو قد يموت قبل أن يأخذ حقوقه! وبالتالي لا يستفيد من مال هو له حق بل قد يستفيد أحفاده!! لقد منح الشيخ الراجحي لأولاده وبناته حرية الاختيار، ولم يضع ماله وثروته في يد واحد فقط من ورثته قد يوزعها بطريقته أو في الوقت الذي يراه. جميل جداً أن يتولى صاحب المال القرار، وأن يتأكد بنفسه من تطبيق روح العدل والمساواة بين أولاده وبناته، وهذه خطوة شجاعة خاصة. وكما ذكر الشيخ أنه لا يمتلك الآن ولا ريالاً واحداً ولكنه يمتلك ما هو أكبر وأهم من ذلك ملَك راحة الضمير وبعد النظر. وكفى أولاده وبناته شر العناء والتفكك الذي قد يسببه المال. وأخيراً تحية للشيخ سليمان لتخصيصه ما هو أكثر من نصف ثروته على هيئة وقف للأعمال والمشاريع الإنسانية والتعليمية. وإجمالا أعتقد أن طريقة الشيخ الراجحي في تنمية ثروته وإدارتها، وتوزيعها على أولاده.. كلّ ذلك يعد مثالاً وقدوة جديرة بالاحتذاء..