شهد مركز معارض الرياض مشهداً غير مألوف حينما اكتظت قاعته الرئيسية بما رحبت ولم يمنع امتلاء المقاعد الحضور من اتخاذ جميع مرافق القاعة من منصات وطرق كمكان للجلوس، من أجل متابعة حديث الشيخ سليمان الراجحي لصيد الحكمة والفائدة من كل كلمة ينطقها أثناء سرده لهم عن تفاصيل توزيع ثروته البالغة 44 مليار دولار على أفراد أسرته من زوجات وأبناء وبنات. وبدأ الراجحي بذكر السبب الرئيسي الذي قاده إلى توزيع ثروته، حيث أعاد إلى الأذهان القضايا التي تعصف بالأسر بعد وفاة عائلها نتيجة اختلافهم في توزيع الإرث، مشيراً بأن قراره في «التقسيم» لم يكن وليد اللحظة أو اليوم وإنما كان بتفكير طويل وصلوات «استخاره» مكثفة وجلسات متعددة بينه وبين نفسه، وبعد استشارة العلماء وأهل الدين، قرر أخيراً أن يمضى بفكرته بتوزيع الثروة. وتحدث الراجحي عن فوائد تقسيم الإرث قبل الوفاة، مبيناً بأنه يحمي من حدوث مشاكل وتفكك أسري في المستقبل، كما أنه يحفظ حق من قد يتوفى من الأبناء أو الزوجات قبل الأب دون الحصول على حقها الذي يتحول إلى أبناء الإبن وذريته. وسرد الراجحي تفاصيل توزيع ثروته حيث بين بأنه اجتمع بأسرته من أبناء وبنات وزوجات واتفق معهم على ذلك، وشكل لجانا أسرية بدأت بالعمل معه ليبدأ مرحلة التقسيم التي فسرها بأنها على صفة الهبة وتقسيم المواريث، واعتمد في تقسيم العقارات على أسرته عن طريق «القرعة النبوية» معللاً سبب ذلك بأنه تقدير قيمة الأرض أمر صعب ويخشى أن تكون قيمة الأراضي متفاوتة بين الأبناء مما قد يولد في نفوسهم الضغينة، مضيفاً بأن الجميع رضي بأن تكون العقارات من خلال «القرعة». أما فيما يخص الجزء الثاني من ثروته فبين الراجحي بأنه خصصه كوقف لله، مضيفاً بأنه وضع شروطا لا تجوز لغيره في المال الذي أوقفه لله تعالى، حيث يجوز له الأكل والشرب والصرف على نفسه والهبات، وتنتهي هذه الصلاحية بوفاته. ودعا الراجحي الحائز على الترتيب التاسع عشر بين أغنياء العرب في عام 2010 بتصنيف مجلة «فوربس» للأثرياء، كافة رجال الأعمال أن يستفيدوا من تجربته التي يعتبرها ناجحة وتحمي الأسرة من التفكك.