بالأمس وعند وضع حجر أساس هذه الجامعة أعلن الملك عبدالله إطلاق اسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، على مشروع الجامعة، وذلك بعد ان اعتذر عن عدم قبول تسمية جامعة الرياض للبنات باسمه. وكان الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، قد ذكر في بداية كلمته في الحفل بأن «مجلس الجامعة قد أوصى بأن تتشرف باطلاق اسمكم حفظكم الله عليها ليصبح اسمها جامعة الملك عبدالله للبنات». لكن الملك عبدالله، وبعد أن فرغ العنقري من كلمته، اعتذر عن هذا الأمر، وقال «بسم الله الرحمن الرحيم.. أشكر الأخ خالد (وزير التعليم العالي) والأخت الجوهرة (مديرة الجامعة)، على هذه التسمية.. ولكن بعد استخارتي للرب عز وجل تسمى هذه الجامعة باسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن». ويعكس هذه التوجيه تقدير الملك عبدالله لكبرى بنات الإمام عبدالرحمن الفيصل، والد الملك المؤسس، بل تقديره لكل نساء البلاد وخصوصاً من كان لهن حضور في المجتمع على مختلف الأصعدة ووفق ظروف وطبيعة المجتمع في العقود الماضية والحالية. واليوم أصبح حلم بنات الوطن واقعاً تمت معايشته عندما دشن - حفظه الله - أكبر مدينة جامعية للبنات في العالم، وفي جولة ملكية كريمة جال أيده الله متفقداً بنفسه هذا المشروع العملاق والذي تابعه لحظة بلحظة من بعد ان وضع حجر أساسه حتى أصبح منارة علمية ماثلة أمام نظره الكريم، وبلغة الأرقام تعتبر جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أكبر مدينة جامعية للبنات في العالم بمساحة (8) ملايين متر مربع وبتكلفة إجمالية تبلغ 20 مليار ريال، سوف تسهم في مشاركة المرأة في التنمية وتأكيداً على رؤية الملك عبدالله تجاه المرأة السعودية والدور الكبير الذي تنهض به في المجتمع السعودي. ونفخر نحن السعوديين أنه في هذا العهد الزاهر الميمون ما زال الانفاق على التعليم يحظى باهتمام وعناية رجل التعليم الأول الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فهذا الملك الصالح ينفق بسخاء على بناء الإنسان السعودي وتعليمه وبتوجيهات كريمة نال هذا القطاع نصيب الأسد عبر تخصيص 26٪ من ميزانية الدولة لعام 2011م. وذلك في إطار سعي حكومة خادم الحرمين الشريفين للتحول نحو مجتمع المعرفة. كما أن النهضة التنموية التي تشهدها المملكة في قطاع التعليم وتوفير مزيد من الفرص التعليمية عبر التوسع في إنشاء الجامعات ومؤسسات التعليم في جميع مناطق المملكة واطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث أسهمت وستسهم في تحقيق احتياجات المملكة من الكفاءات البشرية المؤهلة، وتنوع الخبرات التعليمية من جميع دول العالم مما يسهم في تزويد الطلاب بالمهارات والتعرف على الخبرات والثقافات المتنوعة التي تمكنهم من المتغيرات المحلية والعالمية. وأخيراً إن ما حققته المملكة من تطور في مجال البحث العلمي وبناء الشراكات مع الجامعات العالمية المتميزة، والاهتمام ببرامج الجودة في مؤسسات التعليم العالي، ومخرجات التعليم وغيرها هدف تسعى إليه عبر استراتيجية التعليم العالي لل 25 سنة المقبلة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين ومتابعة دؤوبة ومستمرة من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري. * مدير مكتب مدير عام الإدارة العامة للشؤون المالية والميزانية في القوات المسلحة