الوثيقة صورة معبرة لواقع الحال والمآل وكم من وثائق غابت في مجاهل النسيان وكم غيرها حفظت فكانت من أغلى الأثمان. وتنبع أهمية الوثيقة من مرسلها وباعثها وهكذا تسجل في سجلات التاريخ. ومنذ قيام الدولة السعودية الحديثة على يد بانيها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله نلمح إشارات ودلائل عديدة من خلال مراسلاته ووثائقه مع كثير من رجالات البلد. ونظراً لوجود بعض الوثائق الخاصة بالأسرة ومراسلات الملك عبدالعزيز لهم أحببت نشرها ليفاد منها كونها جزءا من محتوانا التراثي. وقد بعثها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، إلى الجد الشيخ محمد بن فاهد بن نوفل، أمير السر - غفر الله لهما جميعا - في بدايات توحيد المملكة العربية السعودية. وقد ولد الجد محمد في الرشية بالسر سنة 1251ه، وعينه الملك عبد العزيز أميرا على السر بعد وقعة ابن جراد سنة 1321ه، حيث ساهم وشارك مع الملك عبد العزيز في عدد من حملات توحيد المملكة العربية السعودية. وقد توفي في فيضة السر سنة 1361ه. وقد شهدت بلدة الفيضة السر انتصارا عسكريا هاما لجلالة الملك على سرية ابن رشيد التي يقودها حسين بن جراد عام 1321ه. (تاريخ المملكة العربية السعودية ، عبدالله بن عثيمين ، 2/77). وإن كان لهذه المكاتبات لها من الدلالات المهمة التي توثق لحقبة تاريخية بارزة من تاريخ المملكة، فإن لها جوانب أخرى فكرية واجتماعية واقتصادية وغيرهما. وكما أن المؤسس - طيب الله ثراه - أقام دولة، فقد صنع رجالا، وكما شيد نظاما، فقد صقل عقولا، بل وضع - بفكره وثاقب بصيرته - أسس مدرسة سياسية تخرج قادة وسياسيين محنكين، وتدير دفة حكم هذه البلاد التي وإن ترامت أطرافها، ونأت حدودها، فقد تلاحمت قلوب أبنائها وتكاتفت أيديهم بأيدي حكامهم. من الوثائق: وثيقة لم تؤرخ وهي من محمد بن فاهد بن نوفل إلى جناب الإمام المكرم عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل يذكر فيها مبلغ مائة وعشرين ريالاً للجهاد معها أربع ركايب... ومنها وثيقة أرخت فى: 13/رجب/1356ه صادرة من الملك عبدالعزيز. ومنها وثيقة عن عادة الجهاد مقدارها ست ركايب بتاريخ :29/جا/1347ه. وكذلك وثيقة بتاريخ: 21/ش/1352ه بشأن عادة الجهاد ست ركايب صادرة من الملك عبدالعزيز. وغيرها من الوثائق المختلفة للملك عبدالعزيز والملك سعود رحم الله الجميع.