باتت بطالة العمالة الوافدة حقيقة واضحة للعيان، وتنخر في أمن المجتمع، وتتطلب التدخل العاجل من الجهات المسؤولة؛ فعمالة تملأ الحارات والشوارع، وتهيم على وجهها في المدن والقرى، هي في الواقع جاهزة لعمل أي شيء بحثاً عن المال، وتحديداً السرقة، وترويج المخدرات، والتستر، والتزوير، وغيرها كثير. المواطن الذي يرغب صيانة منزله من نجارة أو كهرباء أو سباكة ما عليه سوى التجول بسيارته في الشوارع، حيث سيلحظ تكدسهم على الأرصفة، وأمام المحال التجارية، وما أن يتفق مع العامل في الشارع ويتجه به إلى منزله حتى يكتشف حقيقة أن هذا العامل قادم إلى المملكة في دورة تدريبية على حسابنا، وبيوتنا، ثم يعيده للشارع مرة أخرى، وهكذا تتكدس العمالة أمام أعين الجميع، وتحديداً في الصباح الباكر. وقد ثبت أن المتاجرة بالتأشيرات، واستقطاع «المواطن السلبي» مبلغاً مالياً (شهرياً أو سنوياً) من عرق هؤلاء العمال؛ هو من دفعهم إلى الكسب والثراء؛ غير مبالين للتبعات التي قد يجرها هذا الكسب على الوطن والمواطنين. في هذا التحقيق تطرقنا مع مختصين عن أسباب بطالة العمالة، وتبعات ذلك أمنياً واقتصادياً واجتماعياً.