بالأمس القريب زخُرت كثير من الصحف اليومية والمجلات بأخبار زفاف القرن، وأرى اليوم هذه الصحف تتناقل خبر زفاف افتتاح جامعة القرن، جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إلى المجتمع السعودي، كم هي جميلة ورائعة هذه العروس العالمية صيتاً وسمعة بكل ماجهزت به من امكانيات هائلة وجبارة عكست بكل شموخ اهتمام المربي والأب والوالد بهذه الفتاة، فأعطاها من وقتهِ واهتمامهِ ماجعلني اقف وبكل شموخ امام جبروت هامة عالية من التواضع. أمام جبروت عطاء لا متناهٍ أمام جبروت متابعة ومراقبة حثيثه, أمام جبروت توجيه الأب الحاني, أمام جبروت كل الخصال الحميدة في هذا القائد. كيف لا أقف شامخة بين يدي والد وقائد وقف له العالم إكباراً واجلالاً على مواقفهِ الحاسمة في ادق وأعظم الأمور، كيف لا أقف بهذا الشموخ واليوم تعانق فرحتي عنان السماء، بتكرم الوالد القائد إهدائي هذا الصرح، كيف لا وأنا أرى هذا الوالد القائد يلفنا بحبه وعطفه كيف لا أردد المقولة المأثورة (كل فتاة بأبيها مغرمة أو معجبة)، فأنا مغرمة بحب أبي الملك، بحب أبي القائد، بحب خادم البيتين، بحب من زفني إلى مصاف الدول العالمية بهذا الصرح، بحب من جعلني شريكاً وزهى وافتخرَ بشراكتي في مجال التنمية. أنا البذرة التي زُرِعت في رحاب إحدى كليات هذه العروس ونمت وترعرعت في كنفها وتذوقت صافي شهدها وشربت عذب زلالها فأخذت من سلاح العلم والمعرفة قوة ومناعة، واليوم وأنا اقف وكلي شموخ بأني ابنة هذا الوطن الغالي غلاء الروح في الجسد, وابنة هذا القائد المهاب، ابنة هذه العروس الشماء. لأقدم من كل حدائق العلم وبساتينه زهور الولاء والطاعة والعطاء، فزهرة ولاء للوطن، زهرة طاعة للأب الحاني والقائد المهاب، زهرة عطاء من العلم اجزلة ومن المعرفه اثمنها، للوطن وزهراته اليانعات من منارة علم وحضارة أضاءت سماء بلدي الغالي ليصل سناء نورها إلى العالم كافة. كيف لا أقف بهذا الشموخ وأنا أرى هذا الاحتفاء التاريخي بكِ يا أخية في هذا الصرح الشامخ شموخ راية التوحيد وشموخ قمم وهامات النخيل الباسقات، كيف لا أقف بهذا الشموخ فالوقفات الشامخات كثيرة لدي أخذت من شموخ هذا الوطن وقادته وساماً ونبراساً. لنقف يا أخية يداً بيد لنجعل هذا الصرح شامخاً ببنائه ونتاجه ومقارعته لأعتى الجامعات، فما بناء تلك الصروح الجامعية إلا دليل قاطع على رعاية ولاة الأمر بالعلم وطلبتهِ، لنجعل هذه الصروح قلاع علم، قلاع معرفة، حصون قيم ومبادئ للدين الإسلامي تتحطم على أعتابها عقول الجهل والجهالة، لتكن منابر لنشر هذه القيم لكافة أرجاء العالم، فنحن يا أخية حفيدات أمهات المؤمنين وحاملي لواء الرسالة المحمدية بأخلاقنا وقيمنا ومعارفنا. وفي ختام خلجاتي القلبية دعاء ابنه لوالدها الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بأن يطيل الله في عمره ويمده بوافر الصحة والعافية وأن يزيد هذا الوطن علواً ورفعةً في ظل قيادتهِ الحكيمة. *أستاذ تنظيم المجتمع- كلية الخدمة الاجتماعية وأمينة سر المجلس العلمي بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن