توقع مسئول نفطي رفيع المستوى في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أن تبقى أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل حتى نهاية العام الحالي، معللا ذلك بتنامي الطلب العالمي على مصادر الطاقة نتيجة إلى بوادر انتعاش الاقتصاد العالمي ومؤشرات تجاوزه لتبعات الأزمة المالية. وقال المسئول النفطي الذي حبذ عدم ذكر أسمه في تصريح ل «لرياض» عبر الهاتف من مقر المنظمة بالعاصمة النمساوية فيينا إلى أن هناك عوامل أساسية تجعل النفط يراوح قرب هذه المستويات السعرية ومنها تنامي الاستثمارات الصناعية وهبوط مستوى المخزونات في الدول الصناعية وكذلك ارتفاع حجم الطلب على النفط الخام من الدول الآسيوية وخاصة الصين والهند واليابان مع تحسن ملحوظ في مستويات الطلب من الدول الأوروبية، رغم أزمة الديون التي تضغط على اقتصاديات بعض هذه الدول وتقهقر من تنميتها الصناعية. ونوه المسئول إلى أن ارتفاع متطلبات الطاقة في فصل الصيف القادم ترجح التوقعات التي تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط سوف يصعد إلى 89 مليون برميل يوميا خلال الربع الثالث من هذا العام ، وهو ما يحتم على الدول النفطية رفع إنتاجها إلى مستويات تواجه هذا الطلب المتزايد، مشيرا إلى أن الإحصائيات تعكس أن إنتاج الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة سوف يرتفع إلى 58 مليون برميل يوميا خلال الربع الثالث من هذا العام بينما سيصعد إنتاج دول الأوبك إلى 29.6 مليون برميل يوميا، مؤكدا أن دول الأوبك لديها القدرة على رفع إنتاجها إلى أكثر من كمية الإنتاج الحالية لوجود طاقة فائضة في بعض الدول الأعضاء تلبي متطلبات السوق الطارئة. ولفت إلى أن إنتاج منظمة الأوبك تعرض إلى تذبذب خلال الشهرين الماضيين حيث فقدت المنظمة حوالي 253 ألف برميل يوميا نتيجة إلى هبوط إنتاج انجولا بمقدار 112 ألف برميل يوميا وتراجع إنتاج ليبيا بمقدار 135 ألف برميل يوميا بالإضافة إلى نقص إنتاج الجزائر بمقدار 6 آلاف برميل يوميا، بيد أنه تم تعويض ذلك من خلال ارتفاع إنتاج السعودية بمقدار 135 ألف برميل يوميا وارتفاع إنتاج نيجريا بمقدار 104 آلاف برميل يوميا بالإضافة إلى إضافة حوالي 80 ألف برميل يوميا بعد زيادة إنتاج بقية الدول الأعضاء ما حقق توازنا في السوق النفطية. واستبعد المسئول النفطي أن تغير المنظمة من سقف إنتاجها الحالي خلال اجتماعها القادم في بداية يونيو ما لم تحدث أي متغيرات سياسية أو مناخية أو اقتصادية مفاجئة تؤثر على انسياب الإمدادات النفطية إلى الأسواق العالمية ، مرجعا التذبذب في الأسعار إلى معنويات المضاربين في السوق وليس إلى عوامل أساسية تعود إلى حجم الطلب ومستوى الإمدادات. من ناحية ثانية اتخذت أسعار النفط مسارا صاعدا في بداية تعاملاتها في الأسواق العالمية ليوم أمس الجمعة وحامت قرب 100 دولار للبرميل لخام ناميكس في التعاملات الإلكترونية بالسوق الأمريكي فيما صعد خام برنت القياسي في السوق الأوروبية إلى 112.60 دولارا للبرميل معوضا خسارته خلال الأسبوع الماضي، في ظل توقعات بشأن ارتفاع الطلب على المشتقات النفطية في الأسواق الأمريكية والآسيوية مع تحسن مرتقب في أداء الاقتصاد العالمي. وارتفعت أسعار الذهب في بداية التداول ليوم أمس الجمعة إلى 1504.30 دولارات للأوقية في ظل تنبؤات متباينة حول مستقبل أسعار السلع الأساسية العالمية.