تحدثتُ في آخر مقال عن فكرة الأوراق التي أعلقها في غرف أطفالي كوسيلة تربوية مساندة.. ولأنني لا أنوي التوقف عن هذه العادة (حتى حين يكبرون ويخرجون من المنزل) سأستمر بمضايقتهم بإيميلات ورسائل جوال تتضمن حكماً ونصائح أكثر عمقا وتعقيدا.. «حكماً ونصائح» تناسب سنهم في ذلك الوقت وبالتالي قد تكون مناسبة أيضا لشباب هذه الأيام .. خذ كمثال: = ضرورة الحذر من أي عروض بنكية مهما بدت ميسرة وعادلة/ وفي حال اضطررت لذلك فابحث عن صديق من داخل البنك يخبرك حقيقتها.. = ولا تثق بأصحاب التجارب الوحيدة أو الآراء المتشددة أو من يسفه أمامك آراء الآخرين. = ولا تحرص على الفوز بكل معركة أو نقاش أو موقف مخالف (فالاختلاف من طبيعة البشر وراحة بالك أهم من حرق أعصابك).. = لن يبالي الله بأخطائك بل بموقفك تجاهه (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي...) = ومن المهم أن تتعلم من أخطائك وذنوبك، ولكن من الخطير أن تجعل تأنيب الضمير يدمر حياتك (... ولو بلغت ذنوبك عنان السماء).. = الحياة محصلة تجارب تتراكم وتتغير خلال العمر وبالتالي عليك التريث في اتخاذ قراراتك الكبيرة (فليس غريبا أن معظم الارهابيين يجندون في سن صغيرة). = الحياة ليست عادلة ولايمكن لأحد تغيير هذه الحقيقة (وبالتالي لاتفكر كثيرا لماذا يرث البعض الجاه والثروة، والبعض الآخر الفقر وأمراض القلب).. = تعلم أن تتصالح مع ماضيك، وأخطائك، وكل من أساء لحياتك (فهم في النهاية جزء من خبراتك الحالية).. = الحياة بطبيعتها قصيرة فلا تحاول إصلاح الكون خلالها (يمكنك فقط قول الحق ورجاء التأثير على بعض الناس).. = لا تكن مغروراً بآرائك ومعتقداك وتجاربك مهما بلغ شأنها (ففي العالم سبعة بلايين إنسان مثلك، ولكنهم ببساطة قد يختلفون معك).. = ورغم هذا يبقى كل انسان فينا نسيج وحده وفريد نوعه (كونه محصلة لمجموعة كبيرة من التجارب والخبرات والجينات المعقدة).. = حاول ترك بصمة جميلة في الحياة وكن مستعدا للرحيل في أي لحظة (فقبلك مات 72 مليار إنسان ليمنحوك هذه الفرصة).. = لسنا مؤهلين عقليا أو حسيا لمعرفة كل المغيبات (وبالتالي سلم بأنك ستموت جاهلا وحائرا حيال أمور كثيرة في الحياة).. = لا تتوقع أن يشترك معك الجميع في ذات الرؤية والرسالة والأهداف مهما بلغ نبلها وأهميتها (فكلّ ميسر لما خلق له)... = سن الأربعين بمثابة استراحة مابين الشوطين (راحتك في الشوط الثاني تعتمد على مافعلته في الشوط الأول).. = التجارب والخبرات التي تحدث في الظلام - وتخشى اطلاع الناس عليها - هي التي يجب أن تخشى عواقبها وتحرص على عدم تكرارها.. = لا تحتفظ بالأشياء الجميلة للمستقبل واستمتع بها الآن (فكل يوم مناسبة جديدة وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت).. = جميع الناس يفرحون بالكسب والاستحواذ والأخذ من الآخرين، جرّب عمل العكس واكتشف جمال العطاء والمنح بلا مقابل.. = أفضل علاج في الدنيا هو موقفك المتسامح منها، وأفضل طبيب هو موقفك الايجابي من المرض، أما إكسير الشباب فهواية تمارسها حتى النهاية.. = انظرْ بتفاؤل لكل أزمة في حياتك واسأل نفسك «هل ستظل موجودة بعد عام من الآن»!؟ = لا تخشَ التجارب الجديدة ولا التغييرات القاسية (فكل طريق جديدة تقودك لفرص لم يكتشفها أحد قبلك).. = لا يخدعك كثرة مال الأثرياء؛ فما يقل لدينا يحثنا على العمل والانجاز، ومايزيد لديهم يتحول لمجرد أرقام في البنك.. = وفقراء أو أثرياء جميعنا يُبتلى بمصائب ومظالم ووو.....حتى نخرج من الدنيا سواء بسواء (بدليل أن الأثرياء ليسوا أسعد من الفقراء).. = وحين تصبح أباً تذكّر بأن أطفالك سيعمدون لتقليدك والاقتداء بك (حاول أن تكون قدوة جيدة، ولكن أخبرهم صراحة أنك لست قدوتهم الجيدة).. = وأخيراً ، لا تعتقد أبداً أنك لا تملك الوقت الكافي للبقاء مع عائلتك أو اللعب مع أطفالك أوالاستمتاع بحياتك (فهذا لا يسمى ضيق وقت، بل سوء تنظيم للوقت).. والآن عزيزي .. جاء دورك لمنحنا رسالة واحدة فقط من تأليفك على موقع الجريدة الإلكتروني...