لا اعتراضَ على أن يؤدي نداءَ الصلاة - الأذان - رجلٌ مسلم حريص ، متطوع أو مكلف ، إذا كان يجيد أداء الشعيرة صوتا ونحوا وتوقفا ونبرة ، حتى ولو كان ذلك المسلم غير عربي . لكن الذي أسمع في بعض من الأحياء أن المؤذن يلاقي بعض الصعوبات والعثرات في النبرة والصوت ، وفي بعض الأحيان في النحو . ولا أدري هل جرى تكليفه لندرة المؤذنين ، وممن جرى تكليفه . فالبلد عربية وهي منبع العروبة والإسلام والبلاغة . نعم يوجد في مساجدنا مؤذنون غير عرب ولو أن عددهم قليل، وهؤلاء عندما تقدموا لهذه الوظيفة هل تم اختيارهم بعد عمل اختبارات دقيقة لهم واجتازوها بنجاح؟ واعتقد أن هذا الأمر ، السبب فيه المؤذن نفسه... فقد يحدث ذات مرة عدم تواجد المؤذن في مسجد وقت الصلاة فيقوم أحد الإخوة من غير العرب بالأذان فيظهر صوته نشازا ... إذا كان المؤذن الفلاني غير العربي كلامه غير مفهوم أو غير واضح لابد من التحري والتحقق من هذه الشكوى . المملكة العربية السعودية معروفة بانتداب مدرسي اللغة العربية إلى بلدان غير عربية ، وكذا تمويل معاهد في الخارج . والذي أعتقده هو ضعف الحوافز المادية التي تُدفع للمؤذن . وعرفنا قديما أخيارا صاحبوا المئذنة قرابة النصف قرن من حياتهم ، وذلك قبل المخصصات الرسمية ، وشرف المهنة يكفيهم ، مع ما يردهم من تمر نخيل (حسو المسجد) . وكانت لهم مكانتهم الاجتماعية لدرجة أن الجوار يناديهم ب .. " الريّس " ، وصاحَب الاسم بعض الأسر الكريمة ، وغلب على اسمهم الأصلي . ولد إبراهيم الريس وأسرتهم تسمى الفيّاض عام 1318ه , وبدأ بمزاولة الأذان منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره ؛ حيث كان ينوب عن والده الذي أرهقته الشيخوخة في بعض الأوقات , وظل على ذلك مدة خمس سنوات , حيث تولى رسميا في حدود عام 1336ه تقريبا ووالده لايزال على قيد الحياة (توفي سنة1344ه رحمه الله) , واستمر يؤذن حتى وفاته رحمه الله في الثامن والعشرين من شهر صفر عام 1411ه .. وهذا يعني أنه ظل يؤذن رسميا خمسة وسبعين عاما , ونيابة عن والده خمس سنوات , والمجموع ثمانون عاما. هذا مثل .. والأمثال كثيرة .