للدكتور غازي القصيبي رحمه الله مكانة كبيرة في نفسي فأنا من العاشقين لأدبه وحياته الإدارية المليئة بالتجارب التي تعين الفرد على استيعاب نطاق الحياة العملية بشكل منّظم ومرن القصيبي لم يكن مجرد شاعر يترنم في الساحات ولا إدارياً يعرض علينا الأساليب والمنظومات بل كان نمذجة اجتماعية نستفيد منها في كيفية تكوين ذات سليمة تكافح لتنال فتنجح حياته طراز فريد من العملقة والإباء اللذين يسجلان نقاطا مضيئة نستطيع المضي قدماً على نورها وتحقيق ماهيات كيف نفّكر في الإجابة عليها هذه التجربة العتيدة إما أن أن يكون لها توثيق في كتاب يحمل مشواره الضخم فهناك الكثير من رجالات المجتمع الذين نحتاج لأفكارهم ونتاجهم الزخم وطرائقهم العلمية والعملية وحلولهم للمعضلات وكيف استطاعوا أن يقفزوا إلى بياض السحاب دون معوقّات بالفعل نحن نريد هؤلاء المميزين يعيشون معنا من جديد من خلال إبراز مناشطهم ومرئياتهم لانريدهم يندثرون تحت الثرى فكتاب يحمل مدادهم يجعلهم حاضرين بيننا لاتغيب مشورتهم البتة . وغازي القصيبي رحمه الله من أولئك الناس الذين جعلوا من الإدارة مثالا ملموسا ونهجاً يعشقه الكثير من أرباب المهن فقد جاء الوقت لأن يعود إلينا عن طريق صفحات الكتب لنقرأ كيف صنع من وقته إبداعاً .