نظمت غرفة الأحساء بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار في قصر إبراهيم الأثري مساء الأربعاء الماضي مهرجان سوق هجر التراثي والثقافي في نسخته الثانية بعنوان : "حاضر وعراقة"، حيث أحيت اللجنة المنظمة للمهرجان 9 مهن هجرية قديمة تعود إلى 14 قرناً بهدف تقريب الصورة للكيفية الحياتية التي كان عليها "بنو عبدالقيس" وخلق ثقافة عامة لدى المتلقين من جمهور السوق وزواره بهذه الحقبة التاريخية. وأوضح رئيس لجنة الفعاليات في السوق مدير جمعية الثقافة والفنون سامي الجمعان أن جميع برامج وفعاليات السوق تنطلق برؤية عامة منبثقة من مرحلة تاريخية وكفعالية سياحية تتخذ من التوجه ذي الطابع الثقافي العام عموداً فقرياً لوجودها، والتي هي مرحلة قبيلة عبدالقيس الذين قطنوا هجر، لتعبر فعاليات السوق عن حياتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية، مضيفاً أن من بين هذه المهن الهجرية القديمة : مهنة تقييم القنا وهي مهنة صناعة السيوف والدروع والرماح ويتم تجسيدها بالصورة التي كانت عليها سابقا، مهنة الحياكة الصوفية واشتهرت تلك الفترة بحياكة الأصواف حتى أن عبدالقيس أهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم واحده منها، مهنة الجرار الهجرية وهي صناعة الجرار القديمة المستخدمة في الطبخ وخلافه، ومهنة القلال الهجرية وارتبطت هذه المهنة بشهرة الأحساء أو هجر القديمة بصناعة وإنتاج التمور، ومهنة الخباز واشتهرت الأحساء بالتمر الذي دفع أهلها للاستفادة منه في صناعة أشهر أنواع الخبز الأحسائي وهو الخبز الأحمر، بالإضافة إلى مجلس الحكواتي عبر خيمة خاصة بالراوي الذي يحكي للجمهور بصورة منتظمة حكايات شهيرة لأبطال وغزوات وتاريخ عبدالقيس، وأخرى للحكواتية وهي غرفة خاصة للحكواتية تقدم لجمهور النساء والأطفال قصصا تاريخية عن عبدالقيس لا تخلو من المتعة والطرفة، بالإضافة إلى منادي السوق والذي يرتدي زياً هجرياً قديماً وتقديم فقرات برامج السوق على حصان أو بعير ارتجالا. وأخرى تقدم لوحة تاريخية عن المهرجان ويحتضن رواق الفن التشكيلي في السوق بإشراف الفنان راضي الطويل، معرضا تشكيليا يعبر عن هوية الأحساء التاريخية بمشاركة 17 فنانة قدمن رسوماتهن ولوحاتهن أمام زوار السوق، واستمدت جميع اللوحات المرسومة والتي يجري رسمها من بيئة وواحة الأحساء ومساجدها وقصورها وحصونها قديماً، وضمت تلك اللوحات معالم تاريخية في الأحساء تعود لحقب زمنية ماضية. كما أوضح رئيس اللجنة التنفيذية للسوق عبداللطيف العفالق أن السوق يعتبر نافذة يطل منها جيل الحاضر على تاريخ أجداده وأسلافه، وحاولنا البلوغ لما نصبو إليه وكان ذلك أولاً بصناعة الهوية العامة للسوق وذلك من خلال عكس الطابع الثقافي والتراثي لهذه المنطقة كي يستشعر الزائر بطبيعة الحياة قبل 1400 عام، وهي من الأمور المتطورة في السياحة الحديثة، وشهد المهرجان سحب على جوائز قيمة لزوار وزائرات المهرجان، قام بتسليمها المدير التنفيذي للسياحة والآثار في الأحساء علي الحاجي، كما أدت فرقة المسرح لجمعية الثقافة والفنون العرض الثاني من ملحمة "جواثا يسكنون"، والتي تبرز جملة من الثوابت التاريخية للإسلام في الأحساء.