لاقت فعاليات سوق هجر التراثي الثقافي في نسخته الثانية (حاضر وعراقة)، الذي تنظمه غرفة الأحساء بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار في مقر قصر إبراهيم الأثري وسط مدينة الهفوف، إقبالا كبيرا وملفتاً للأنظار خاصة من قبل النخبة الثقافية في الأحساء حيث حظيت كافة أركان المهرجان و فعالياته بقوة جذب متميزة لجمهور الزائرين الذي بدا متعطشاً للاستمتاع بكل روائع المهرجان التي أرضت جميع أذواقهم و اهتماماتهم الثقافية من خلال تنوعها المتناغم مع أهداف ورؤية المهرجان، حيث تساوى الإقبال على كافة الأركان من فن تشكيلي ومسرحي وشعر وحرف وترفيه. عرض مسرحي بالمهرجان (اليوم) وعلى الرغم من تقليدية مسابقة الطهي التي تقام بين فريقين رجالي ونسائي تحت أشراف شيف من فندق الأنتر كونتيننتال الإ أنها لاقت تفاعلا كبيرا من قبل الزوار من خلال المفاجأة التي أفحم بها الرجال الجميع حيث قدموا مهارات عالية في الطهي و طريقة تقديم طبقهم مما أهلهم لنيل عبارات الإشادة و الإعجاب على الرغم من فوز الفريق النسائي بترشيح الجمهور، ويترقب الزوار بشغف مسابقة الزي العربي للأطفال التي فاجأت اللجنة المشرفة عليه بالأعداد الكبيرة من الأطفال المسجلين للاشتراك فيها. كذلك سجلت جمعية الثقافة و الفنون حضورا كبيرا ، من خلال عروضها الثقافية والتاريخية على خشبة المسرح، بينما أستحوذ عرض عجائب بني عبد القيس الذي غلب عليه الطابع الإنشادي و لعب فيه الأطفال دوراً متميزاً و سلط الضوء على جمال الأحساء في تلك الحقبة على اهتمام الزوار حيث عبر عدد كبير منهم عن شكره الجزيل لهذا المهرجان الذي عكس بالفعل عراقة و حاضر الأحساء ليس فقط لدعمه و تقديمه لكثير من المواهب و التي على رأسها ركن المرسم الحرّ، أو إحيائه لتسع مهن قديمة بل لتجسيده و تخليده لتاريخ و جمال الأحساء من خلال ملاحم درامية و إنشادية قمة في الإبداع. «يترقب الزوار بشغف مسابقة الزي العربي للأطفال التي فاجأت اللجنة المشرفة عليه بالأعداد الكبيرة من الأطفال المسجلين للاشتراك فيها، ويترقب زوار السوق الليلة عددا من الفعاليات الجديدة كحفل الإنشاد، وأوبريت «التمر و النخيل»، والمسابقة الثقافية»وقال رئيس لجنة الفعاليات في السوق مدير جمعية الثقافة والفنون في الأحساء سامي بن عبداللطيف الجمعان أن جميع برامج وفعاليات السوق تنطلق برؤية عامة منبثقة من المرحلة التاريخية التي يعبر عنها السوق بوصفه فعالية سياحية تتخذ من التوجه ذي الطابع الثقافي العام عموداً فقرياً لوجودها، والتي هي مرحلة قبيلة عبدالقيس الذين قطنوا هجر، فتعتبر فعاليات السوق عن حياتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية، ومن بينها هذه المهن الهجرية القديمة، وهي: مهنة تقييم القنا وهي مهنة صناعة السيوف والدروع والرماح ويتم تجسيدها بالصورة التي كانت عليها سابقا، مهنة الحياكة الصوفية واشتهرت تلك الفترة بحياكة الأصواف حتى أن عبدالقيس أهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم واحدة منها، مهنة الجرار الهجرية وهي صناعة الجرار القديمة المستخدمة في الطبخ وخلافه، ومهنة القلال الهجرية وارتبطت هذه المهنة بشهرة الأحساء أو هجر القديمة بصناعة وإنتاج التمور، ومهنة الخباز واشتهرت الأحساء بالتمر الذي دفع أهلها للاستفادة منه في صناعة أشهر أنواع الخبز الأحسائي وهو الخبز الأحمر، ومجلس الحكواتي وهي أن عبدالقيس من المجتمعات المستقرة لذا كثر فيها تناقل الأخبار والآداب وقد اشتهرت القبائل العربية القديمة بشخصية الراوي وتم تجسيده بصورة منظمة عبر خيمة خاصة بالراوي الذي يحكي للجمهور بصورة منتظمة حكايات شهيرة لأبطال وغزوات وتاريخ عبدالقيس، وأخرى للحكواتية وهي غرفة خاصة تقدم لجمهور النساء والأطفال قصصا تاريخية عن عبدالقيس لا تخلو من المتعة والطرفة، بالإضافة إلى منادي السوق ويهدف هذا المنادي الذي يرتدي زيا هجريا قديما إلى تقديم فقرات برامج السوق على حصان أو بعير ارتجالا. إلى ذلك، يحتضن رواق الفن التشكيلي في السوق، الذي يشرف عليه الفنان التشكيلي المشرف على لجنة الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون راضي الطويل، المعرض التشكيلي (هوية الأحساء التاريخية)، بمشاركة 17 فنانة، يرسمن لوحاتهن أمام زوار السوق، واستمدت جميع اللوحات المرسومة والتي يجري رسمها من بيئة وواحة الأحساء ومساجدها وقصورها وحصونها قديماً. وشكلت تلك اللوحات قيمة فنية وجمالية لذاكرة الأحساء التاريخية والتراثية، بجانب التعبير عن تمازج تلك الآثار مع جمال الطبيعة، وحفظ للأحساء ذاكرتها الثقافية، وضمت تلك اللوحات معالم تاريخية في الأحساء تعود لحقب زمنية ماضية.ويترقب زوار السوق الليلة عددا من الفعاليات الجديدة كحفل الإنشاد، وأوبريت (التمر و النخيل)، و المسابقة الثقافية. إحدى المشاركات تقدم إبداعاتها في الرسم. تفوق نسائي في المهرجان.