استعاد مهرجان سوق هجر التراثي الثقافي في نسخته الثانية "حاضر وعراقة"، عددا من المهن القديمة والتى تعود إلى14 قرناً بهدف تقريب الصورة للكيفية الحياتية التي كانت عليها قبيلة "عبدالقيس" في الأزمنة الغابرة، وخلق ثقافة عامة لدى المتلقين من جمهور السوق وزواره بهذه الحقبة التاريخية. وأوضح رئيس لجنة الفعاليات في السوق سامي الجمعان، أن المهرجان تنظمه حالياً غرفة الأحساء بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار في مقر قصر إبراهيم الأثري وسط مدينة الهفوف الذي يستمر لمدة أسبوع، مبينا أن جميع برامج وفعاليات السوق تنطلق برؤية عامة تنبثق من المرحلة التاريخية التي يعبر عنها السوق، بوصفه فعالية سياحية تتخذ من التوجه ذي الطابع الثقافي العام عموداً فقرياً لوجودها، والتي هي مرحلة قبيلة عبدالقيس الذين قطنوا الهجر. وتتضمن فعاليات السوق المهن الهجرية القديمة، ومنها صناعة السيوف والدروع والرماح، وصناعة الجرار القديمة المستخدمة في الطبخ وخلافها، ومهنة القلال الهجرية وارتبطت هذه المهنة بشهرة الأحساء أو هجر القديمة بصناعة وإنتاج التمور، ومهنة الخباز واشتهرت الأحساء بالتمر الذي دفع أهلها للاستفادة منه في صناعة أشهر أنواع الخبز الأحسائي وهو الخبز الأحمر. وقال إن الفعاليات تتضمن أيضا مجلس الحكواتي، وتم تجسيده بصورة منظمة عبر خيمة خاصة بالراوي الذي يحكي للجمهور بصورة منتظمة حكايات شهيرة لأبطال وغزوات وتاريخ عبدالقيس، وأخرى للحكواتية وهي غرفة خاصة للحكواتية تقدم لجمهور النساء والأطفال قصصا تاريخية عن عبدالقيس لا تخلو من المتعة والطرفة، إضافة إلى منادي السوق الذي يرتدي زيا هجريا قديما ويقدم فقرات برامج السوق على حصان أو بعير ارتجالا. إلى ذلك، يحتضن رواق الفن التشكيلي في السوق، الذي يشرف عليه الفنان التشكيلي راضي الطويل، المعرض التشكيلي "هوية الأحساء التاريخية"، بمشاركة 17 فنانة، يرسمن لوحاتهن أمام زوار السوق. وأوضح رئيس اللجنة السياحية في غرفة الأحساء رئيس اللجنة التنفيذية للسوق عبداللطيف العفالق، أن السوق يعتبر نافذة يطل منها جيل الحاضر على تاريخ أجداده وأسلافه، وليتعرف السائح والزائر من خارج المنطقة على العراقة التي تتمتع بها الأحساء.