كشف تقرير صحي أن القطاعات الصحية الحكومية والأهلية بالمملكة لا تغطي حالياً سوى (3%) من الاحتياج الكلي للرعاية الصحية المنزلية، وبين التقرير أن عدد السكان الذين لديهم نوع من أنواع العجز الذي يحد من القيام بالأعمال اليومية العادية يقدر ب(4.5%) من السكان في المملكة، كما يقدر عدد من يحتاجون إلى رعاية صحية منزلية بما يزيد على (48 ألفاً) في منطقة مكةالمكرمة. وأكد التقرير الذي أصدره برنامج الرعاية الصحية المنزلية بالشؤون الصحية للحرس الوطني، على أن الأمراض شهدت تحولاً ملحوظاً، حيث يعتبر "البول السكري" هو الأكثر انتشاراً بسبب العادات الغذائية السيئة، يليه الأمراض الوراثية أولويةً؛ بسبب زواج الأقارب، ثم الإصابات التي تحصل بسبب حوادث السير، وأشار إلى أن مركز الرعاية الصحية المنزلية بالحرس الوطني في جدة ومنذ نشأته، اضطلع بدور ريادي في تقديم الرعاية الصحية في المنازل، حيث قدم خدماته لأكثر من (2824) مريضاً من عام 1997م إلى 2010م، وقد تراوحت مدد رعاية المريض الواحد من أسابيع محدودة إلى عدد من السنوات، وذلك في حالة المرضى المسنين ومرضى السرطان، وتنوعت خدمات الرعاية المقدمة بمعدلات متفاوتة حيث كانت خدمات التمريض (70%) وعلاج طبيعي (18%) وعلاج نفسي (2%) وطبية (10%)، كما شملت الخدمات الإجتماعية (80%) من المرضى. وأوضح التقرير أن الشؤون الصحية للحرس الوطني أخذت دور الريادة في الرعاية الصحية المنزلية، إيماناً منها بأن خدمة المرضى تنبع من احتياجاتهم، مدعومةً بالبحث الأكاديمي والعلمي، لرفع مستوى الخدمة إلى أعلى المستويات، ولخدمة المرضى قام الحرس الوطني بالتعاون مع الجمعية الخيرية النسائية بإنشاء "دار الأمان" في عام 2003م، والتي تعتبر أول دار ل"الرعاية التلطيفية" للأمراض المزمنة، كما قام بالتعاون مع المؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية بإنشاء "دار الضيافة" بمركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل للأورام بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة في عام 2004م، كأول دار لتوفير الرعاية التلطيفية والإقامة لمرضى السرطان. وبتوجيه من "د.بندر بن عبد المحسن القناوي" -المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني- تتبنى الشؤون الصحية تقديم خدمات جديدة للرعاية الصحية المنزلية، تتمثل في "الحقن الوريدية" للمضادات الحيوية، ومخففات الآلام، وكذلك للعلاج الكيميائي لمرضى السرطان، فبدلاً من حاجة المريض للبقاء في المستشفى لمدة قد تطول إلى أسابيع بل أشهر يتم الحقن والمتابعة المستمرة في المنزل. وتأثرت الرعاية الصحية المنزلية بالمملكة في السنوات الأخيرة بالعديد العوامل منها الازدياد المطرد في عدد السكان المسنين، حيث يحتاج (12%) من هؤلاء للرعاية الصحية المنزلية، بالإضافة إلى النقص بأعداد الأَسرَّة في المستشفيات، وقصر المدة التي يقضيها المريض في المستشفى، إلى جانب التطورات التقنية والأدوية والمعدات، وتفضيل (53%) من المرضى النقاهة في منازلهم.