من المستحيل أن تجد أحداً يناسبك أو يتفق معك في كل الأمور فقد يجاملك أحدهم مرة وأخرى ولكن لا يلبث إلا وأن يقول لك لا توقف عند هذا الحد واعتقد حتى التوائم المتطابقة لا تتفق مع بعضها البعض في كل شيء ولكن هناك أمور نتفق عليها بالإجماع كأمور الدين والعرض وما في حكمهما وحتى في أمورنا الحياتية البسيطة وفي المقابل هناك أشياء نختلف بها والاختلاف في حد ذاته ليس مشكلة إنما المشكلة في الإصرار على الاختلاف في أمر برغم وضوح الأمر الصحيح المقابل له . ومن هذا اتفق معكم أن كل أسباب الرفاهية قد لا تجتمع إلا مع الذين لا يعيرونها أي أهمية ويعتبرونها ملكاً لهم بينما قد تجتمع بعض منها عند من يقدرونها وذلك في النادر وقد تجتمع عند من يقدرونها بدرجة الحرص فلا يستطيع التمتع بها لسبب بسيط أنهم مرضى والمرض هنا ليس بالضرورة مرض الجسم إنما قد يكون مرض النفس والذات وما يؤثر بالتأكيد على العقل فهل ننتظر حتى نصل إلى هذه الحالة قد تعجب عزيزي القارئ من ذلك ولكن هي الحقيقة إن ما حدث خلال هذا العام وبالذات في الأشهر القليلة الماضية يؤكد بما لا يدع للشك بأن كثيراً ممن كانوا معنا قد تحل عليهم الصدقة قد بارزوا الهوامير في صالات الأسهم ومن ذلك قصة الرجل الذي حرم أبناءه العيش الرغيد وهو ينظر إلى الملايين تنهمر في جنبات الصالات, كما نتفق جميعاً أن الحياة فرص والسعيد من استغل الفرصة من أول وهلة ولم يسوّف كما يفعل الكثير منا لأن الفرصة لا تتكرر , ونختلف في أن الهزيمة هي النهاية فمنا من تكون الهزيمة له هي بداية الانطلاقة الحقيقة وجرس الإنذار, ومنا من تكون الهزيمة عنده الفشل الحقيقي ونهاية المطاف , وأتمنى أن نكون من أصحاب الهزيمة الأولى , كما نختلف في تعاملنا لبعضنا البعض فقد نحترم من نجد عنده مصلحتنا ولا نأبه بالآخرين من حولنا ومتى ما ذهبت تلك المصلحة طوينا صفحة ذلك الشخص وكأنه لم يكن , كما نختلف في عاداتنا من مأكل ومشرب بل نختلف في اهتماماتنا اليومية وفي أسلوب حياتنا بل وفي أدق من ذلك فمنا من يقرأ الجريدة اليومية من عجزها بينما الصحيح خلاف ذلك كما نختلف في تعبيراتنا وانطباعاتنا و.....و....و ألا تتفق معي أخي القارئ بأننا نتفق ونختلف في آن واحد!!! بالطبع ليس ذلك بغريب ولكن الغريب في الأمر هو ترك المقولة التي تقول (الاختلاف لا يفسد للود قضية).