بلغ عدد مباريات كأس العالم 64 مباراة كلها تتصف بظاهرة غريبة لا يتمالك المشاهد إزاءها إلا إبداء اشمئزازه، ألا وهي كثرة البصاق أكرمكم الله، فما من لقطة قريبة للاعب أو أكثر إلا وسيل من البصاق ينهمر على أرضية الملعب العشبية. وذات مرة اعتقدت أن تعرض عدد من اللاعبين على الطرفين للتزحلق أو (الزحلقة) إنما كان نتيجة الإفراط في البصاق، في حين كان السبب هو هطول الأمطار، ربما وامتزاجها بكميات البصاق المتراكمة. وبهذه المناسبة (غير الجميلة) نشر أحد المواقع الإلكترونية بحثاً أعده باحث في جامعة هارفارد العريقة عن اللعاب الذي هو مادة عملية البصاق. واشتمل البحث على عدة حقائق قد تكون جديدة بالنسبة لي وربما لعدد غير قليل من القراء الأعزاء. أول هذه الحقائق أن اللعاب المكون معظمه من الماء يحتوي على أنواع عديدة من الفطريات والفيروسات والبكتيريا وأكثر من 500 نوع من البروتينات. وأما عدد أنواع البكتيريا فيزيد على 620 نوعا. وعليه فتغلغل البكتيريا حتى داخل أفواهنا ليس كله دلالة على سوء نظافة في أجسادنا. الحقيقة الثانية هي عن الأسرار التي ينطوي عليها اللعاب، ففي عالم الجريمة مثلا تُجمع عينات اللعاب إن وُجدت لاكتشاف مرتكب الجريمة. واللعاب تحديداً لا يحمل صفات جينية DNA، لكنه يحمل خلايا من أطراف الفم، تحمل بدورها الصفات الجينية التي يتفرد بها كل بشر عن الآخر. الحقيقة الثالثة: ينتج الإنسان يومياً أكثر من نصف لتر من اللعاب، يعني زجاجة ماء متوسطة. وتتأثر هذه الكمية بعدة عوامل منها جينات الشخص ووقت الإفراز وكمية الماء المشروبة، والمضغ الناتج عن تناول العلكة أو اللبان أو مص حلوى صلبة، ورائحة شيء لذيذ (يسيل له اللعاب) وبعض أنواع الأدوية التي تقلل فرز اللعاب وتقدم السن وبعض الأمراض. وأما فوائد اللعاب فعديدة تبدأ بتذويب الطعام في الفم، وتنظيفه من الأكل والخلايا الميتة، وربط أجزاء الطعام كي يسهل بلعها وغسل الفم من البكتيريا، ومنع الجفاف من الفم. حيوا معي هذه المادة العجيبة وسبحوا بحمد الخالق العظيم.