انتهت بطولة كأس آسيا بالنسبة لكل الخليجيين بقضها وقضيضها، وبقي الأمل معلقاً على كتف المتأهل الخليجي فقط!! أمل كان كبيراً يدغدغ مشاعرنا نحن السعوديين، بأن يعود لنا نصيبنا المألوف من الفرح الذي اعتدناه، بهمم أبطال الأخضر، يوم كان النعيمة وماجد وخليفة والخليوي يحملونه (الأمل) على أكتافهم ومن بعدهم الثنيان ومسعد والمهلل والعويران والدعيع، يواصلون ركض «النشاما» وهم يتبردعون بالشال الأخضر، يومها كان فرحنا كبيراً وطربنا الرياضي مسموع في جميع أصقاع المعمورة، على نغمات كأس العالم الذي قام تحية لهدف العويران يوم ذاك، وفتحت القنوات الإعلامية أبوابها للفارس السعودي الأخضر كزعيم للقارة الآسيوية أسداً للكرة العربية. الركض السعودي في مضمار كرة القدم جاء مفرحاً بعطاءاته في الكثير من المحافل الكروية طيلة ربع قرن مضى، ولكن وبعد أن تبدلت الظروف وجاء جيل يحمل من المكاسب الخاصة.. أكثر من المكاسب العامة التي تصب في مصلحة الوطن والمجتمع.. هذه المفارقة وغيرها قد يكون لها يد الإخفاق المؤلم.. التي منيت بها رياضتنا. المؤلم أكثر هو تلك الأصوات المتشنجة والغاضبة في حديثها عن نكسة المنتخب التي بدأت معها تظهر الميول «النتنة» وتصفية الحسابات القديمة و الحديثة، ولعل تشخيص الخطأ في شخص أو شخصين يعد مثلباً، لا يقبل الاستناد إليه. في مثل هذه الحالة فمن بين المدانين حسب أهواء «التعصب» الأستاذ فهد المصيبيح الذي جاء اسمه مختزلاً كل الأخطاء، وكأنه الرجل الذي قتل المنتخب في ليلة ظلماء، هذا الصوت الظالم جاء من غياهب التعصب بحثاً عن ضحية، لم يكن هناك شخص أقرب من المصيبيح، اللاعب الذي خدم منتخبه إلى جانب زملائه النعيمة ماجد والجمعان ومسعد وغيرهم، إذ كان علامة بارزة في منظومة فريق الأبطال، سواء في خلقه أو اخلاصه أو تفانيه من أجل قميص المجد الأخضر. هذه الصفات جعلت منه اللاعب الأول في القبول عند الجميع إذ كان يقف على مسافة واحدة من جميع الأندية والانتماءات التي كانت (ولاتزال) رائحتها تزكم الأنوف، هذه الكاريزما أهلت النجم الخلوق لأن يكون الرجل القريب من ادارة المنتخب بتزكية من يقفون ضد انتماء المصيبيح الرياضي أولا. ربما جاءت الظروف معاكسة لرجل الانضباط في المعسكر بشدته وحزمه الصارمين على لاعبين يرون انهم أفضل منهم مالياً بفضل عقود الملايين، فموعد الاستيقاظ يجب ان يتم وفقاً لرغباتهم - اللاعبين - لا لرغبة المصيبيح انضباطية السلوك، والالتزام الرياضي يجب ان يكون فضفاضاً للاعبين، أرصدتهم تغريهم بترك كل مسؤولية عدا مسؤولية ناديهم الذي كسا أرصدتهم البنكية بالملايين. مفارقة عجيبة يتلخص سؤالها في صعوبة الجمع بين نقيضين يتمثل طرفها الأول في رجل بسيط في مظهره، لا يعتمر العقال وآخرين «لاعبين» استعاروا من الطاووس مشيته، كيف للأول ان يلزمهم بقوانين الانضباط والنجاح.. وللآخرين «الأثرياء» ان يستجيبوا له؟؟! ترى هل يحق لنا ان نصدق مثل هذه القسوة الإعلامية وهذه الحملة المحمومة على مثل هذا المخلص؟ يبقى الجواب مفتوحاً لكل من منصف بأن يقول كلمة الحق. * الأمل لايزال قائماً فمن تتجسده روح البطولة لن يغيب، إذا ما جاءت الظروف كلها مواتية. * أسمع صراخاً وزعيقاً لمجموعة ممن يدعون انهم محللين في قناة أفضل ما توصف ب «المتعصبة». * هناك رجال مخلصون خدموا الكرة السعودية من الأجدر أن يساهموا في المشوار المقبل. * أقف احتراماً لرجل مثل خليل الزياني الذي استطاع ان يجمع بين الخبرة والحكمة والرؤية العلمية في تحليله الرياضي وهذا ما أكسبه احترام الجميع. * مرحلة الدوري ستشهد انكسارات قد تكون مؤلمة لفرق المقدمة، فالبوادر تؤكد هذا وأكثر.