حين يحصل منتخبنا الوطني على لقب أول المودعين لبطولة كأس الأمم الآسيوية التي طالما تغنت بها الجاهير السعودية ويخرج من الدور الأول بهزيمتين متتاليتين من فريقين عربيين لا تاريخ لهما يذكر في كرة القدم، ودون أن يسجل مهاجمونا هدفا واحدا لهو تأكيد واضح على مدى التراجع المخيف الذي تعيشه الكرة السعودية، في مختلف درجاتها على صعيد المنتخبات، ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع حضورا مميزا ل (الأخضر) في البطولة الحالية، في ظل الإعداد السيئ للنهائيات والمباريات الودية الضعيفة مقارنة بإعداد المنافسين وتغييب عدد من النجوم الجاهزة الأحق بارتداء الشعار عن مرافقة البعثة التي وصلت الدوحة واستمرار مجاملة نجوم من ورق توقف مؤشر عطائهم منذ سنوات، ليكون المنتخب ملاذا لإعادة تهيئتهم ولم يقدروا الفرص المتكررة التي أتيحت لهم على حساب نجوم أكثر جاهزية. سقوط المنتخب السعودي بضربتين قاضيتين على يدي فريقين إمكاناتهما أقل اهو امتداد لانهياره في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 التي غاب (الأخضر) عن أحداثها لأول مرة منذ العام 1994، ونتاج الفشل الذريع لمنتخبات الناشئين والشباب والأولمبي في مختلف الاستحقاقات التي شاركوا فيها قاريا وعالميا، والخروج من الدور الأول في الدوحة ليس مفاجأة كما يحاول البعض تصويره، لكن الوضع لم يكن ليصدق بأن يتم بهذه الطريقة من أمام سوريا والأردن وقبل المباراة التي لم تعد منتظرة مع اليابان. لقد تطورت فرق آسيا بصورة لافتة، وتراجع السعودي منذ سنوات حتى تقلصت الفوارق، فلم يعد للمنتخب تلك الشخصية المهيبة التي كانت سمة تقوده للانتصارات، وتطور الآخرين هو ثمرة عمل مؤسسي قائم على برامج طويلة المدى بدءا من التركيز على القاعدة والتخطيط الصحيح باختيار الخبراء الفاهمين في أصول اللعبة لتولي المناصب الهامة التي تسير الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص، بعيدا عن الارتجالية في القرارات، والتخبط في اختيار المدربين، والتدخل في الشؤون الفنية، والضغوطات التي تمارس على اللاعبين أمام كاميرات الفضائيات، وفلاشات وكالات الأنباء قبل وبعد كل مباراة. مسؤولية الخروج المرُّ من كاس أمم آسيا يتحمله اتحاد الكرة وحده، فهو من جلب مدربا متواضع الإمكانات في خضم تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، وهو من اختار أعضاء لجنة (تدمير) الكرة السعودية التي أوصت باستمراره، أما اللاعبون فأعتقد أن من تواجد في التشكيل الرئيس للمباراتين لم ولن يكون قادرا على تقديم الأفضل، لأن منتخبنا اليوم يمثله جيل ضعيف من اللاعبين احترفوا السهر وسوء التغذية والحصول على العقود الضخمة وليس كرة القدم الحقيقية، وإذا أردتم أن تعرفوا الفارق بيننا وبين الدول الأخرى المنافسة في البطولة عليكم أن تسألوا أنفسكم لماذا لا يوجد لاعب سعودي واحد محترف في الخارج، وكم لاعب آسيوي يلعب خارج بلاده؟!. ثلاثة من أربعة حملوا مسؤولية الإخفاق الآسيوي هم اللاعبون ويحاسبهم اتحاد الكرة، والمدرب البرتغالي بيسيرو وطرده اتحاد الكرة، ولجنة تطوير الكرة السعودية وأنهى مفعولها اتحاد الكرة، لكن السبب الأهم وهو اتحاد الكرة نفسه من الذي سيحاسبه؟!.