كغيري من المواطنين أفرح وأعتز وأفخر بكل شيء، وبأي شيء يعلي راية الوطن، ويرفع سمعته في أي مجال، رياضياً كان، أو اقتصادياً، أو علمياً، وديناً، وعادات، وتقاليد حميدة، وأسعد ويسرني تفوق أي مواطن في أي مجال، إذ إن ذلك يسجل باسم الوطن. ولكن ما يحيرني في مجال تدريب كرة القدم هو وضع الثقة في الأجانب، خصوصا للمنتخب السعودي الأول وإقصاء الكفاءات الوطنية، التي هي أول من حقق البطولات الإقليمية، والقارية، والوصول بالمنتخب إلى العالمية، حين أخفق في تحقيقها عدد من الأجانب الذين تولوا مهمة تدريب المنتخب الوطني الأول. لماذا يكون المدرب الوطني في مجال كرة القدم هو فقط المنقذ حين يفشل نظيره الأجنبي، ونستخدمه مؤقتاً لإنقاذ الموقف، ونقصيه في ساعة اليسر ؟. أليس من الحكمة بأن نجعل للمنتخب ثلاثة إلى ستة مدربين وطنيين، يشكلون لجنة تدريبية ويرشحون لأنفسهم واحداً منهم يكون الرئيس، والبقية مستشارون له، خصوصا إذا علمنا بأن رواتبهم ومكافآتهم جميعاً قد تعادل أو أقل من راتب ومكافآت أي مدرب أجنبي واحد، إذا احتسبنا السكن وتذاكر الطائرات، والمترجمين والفارق بين ذاك وهؤلاء، هو أن ذاك الأجنبي همه الأول والأخير رفع الرصيد المالي بينما هؤلاء المواطنون همهم الأول والأخير رفع اسم الوطن، وشتان بين ذاك وهؤلاء. من الواجب علينا بأن يعطى المدرب الوطني الفرصة، ولا ضير بأن يفشل مرة وأخرى، ففشله يضيف إلى خبرته دروسا تصقل قدراته وتجعله أكثر نضجاً لجولات مقبلة. أرجو بأن لا ينتقدني المسؤولون في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولا المحللون الرياضيون الذين هم أيضاً سبب في منح الثقة للأجنبي، حينما يستنقصون من قدرات المدرب الوطني ويشنعون عليه إذا أخفق مرة أو مرتين ويسقطون من حساباتهم الدوافع الإيمانية في الإخلاص الوطني بين الأجنبي وابن الوطن، فهم لم يصلوا إلى قدرة التحليل الرياضي إلاّ بعد الممارسة، وعلى الرغم من هذا هم أيضاً يخفقون في بعض التحليلات، لا عمداً منهم، ولكن هي مجرد اجتهادات تخطئ وتصيب، فاعذروني في وجهة نظري فأنا لست رياضياً، بل وطني.