طالب عدد من المتخصصين بضرورة تأهيل مدمن المخدرات ليصبح عضواً فاعلاً في المجتمع، من خلال إحداث معاهد مهنية في السجون وإطلاق برامج فاعلة للوقاية من آفة المخدرات. مدمنون ومروجون خلف القضبان في القنفذة أودعهم شر المخدرات، تاركين أسراً وأطفالاً لا يملكون سوى صورهم علقوها بجوار السرير في عنبر السجن، في حين بلغت نسبة السجناء في قضايا المخدرات حوالي 90%. ويقول السجين "صالح.خ" -64 سنة ولديه 4 أبناء ومحكوم عليه بالسجن 15 سنة- إن رفيق السوء قادني للنفق المظلم، بينما يعاني السجين "أحمد.ع" ظروفاً نفسية ومحكوما بالسجن خمس سنوات، مناشداً الشباب بالابتعاد عن المخدرات؛ لأن النهاية إما سجن أو موت. ويوجد في سجن القنفذة برامج لتأهيل مدمن المخدرات، حيث أكد رئيس الجمعية الوطنية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات في محافظة القنفذة (كفى) "محمد صالح الزبيدي" أن الجمعية تعمل على معالجة وتأهيل جميع المستفيدين من خدماتها مجاناً وبسرية تامة، بالتنسيق مع مستشفى الأمل، حيث بلغ عدد المستفيدين من برامج الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات (فرع القنفذة) خلال العام المنصرم 130 متعاطياً للمخدرات، كما نفذت الجمعية جملة من المناشط التوعوية، والملتقيات الرياضية، والدورات التدريبية، والندوات العلمية، والرحلات العلاجية للمدمنين، ولا تزال الجمعية تفتح يديها لمن أراد الاستفادة من خدماتها، داعياً إلى وجود برامج تأهيلية حرفية في السجون، كمعهد مهني ينمي مواهب المدمن ليصبح عضواً فاعلاً في المجتمع ولنفسه وأسرته خاصة. ويقول الإخصائي النفسي "حسين مرعي الشاردي" -رئيس فرع لجنة رعاية السجناء وأسرهم في محافظة القنفذة-: إن برامج الوقاية من المخدرات ليست ذات فاعلية قوية، مشيراً إلى أن التأهيل المهني مهم لمدمن المخدرات ولأي سجين للقضاء على وقت الفراغ، موضحاً أن لجنة رعاية السجناء وأسرهم في القنفذة تقوم بالدعم المادي لأسرة السجين من حقائب وأدوات مدرسية، وكروت شرائية لمواد غذائية، كما تقوم اللجنة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لمعالجة مدمن المخدرات.