زواج الذكر من الأنثى هو من النعم التي تفضل بها الله على الإنسان وجعل من الزوج والزوجة سكناً للنفس (هو الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )ومن عناية الإسلام بهذا أن جعله وفق معايير شرعية سنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وجعلها –الإسلام- عقداً مبنياً على شروط و ضوابط يهدف من ذلك إلى العناية به و تحقيق بناء أُسر ناجحة و تأطيراً لغريزة الشهوة لدى الطرفين و تحصيناً للرجل والمرأة من الوقوع في ما حرم الله. وقد سارات المجتمعات الإسلامية منذ بزوغ فجر الإسلام للأخذ بتعاليم هذا الدين في كل شؤونهم ومنها الزواج ولكن الإنسان ظل يبحث عن أقصى درجات المتعة في الحياة و التلذذ بها و منها الجنسية وفي زماننا هذا طغى على بعض الناس الفقر والجهل فانتهزها البعض الآخر لتحقيق المصلحة المذكورة أعلاه ولكن الضحية خرساء . فبين الخوف من العنوسة و السعي وراء المال و كسب الجاه والهروب من الذل والفقر الكافر أصبح زواج القاصرة هو الأبرز في الرجوع بحق المرأة في التمتع بحقوقها وأبسطها حقها في الزواج ممن تريد ومتى تريد!!. إن ما يقدمه الجشعون من الذكور لأولياء الفتيات للحصول على مبتغاهم ينم عن خلل نفسي يعيشونه وهو تفريغ شهواتهم على حساب ضعف وجهل آخرين متجاهلين كل مشاعرهم و فهمهم للحياة الزوجية. و الواقع خير برهان فنجد هذا المتزوج بعد استمتاعه الأحمق بطفلة بريئة يطلب منها ما لا تستطيع فعله وأولها فهم متطلباته وافتقاده لمن يستوعب أفكاره ومتطلباته الحياتية وبالطبع النتيجة هي (الطلاق) ليجد الولي الهارب من الفقر أو العنوسة موليته تعود إليه مرة أخرى ليكابد المعاناة مرة أخرى . لقد شرع الإسلام لهذا العقد - عقد الزواج - شروطاً لصحته و منها قبول الفتاة وهو ما لا يتحقق في زواج الصغيرات لا لشيء سوى جهلها بهذه الحياة الجديدة الكل منا يعلم بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها و لكن الكل لا يعلم بأن علي رضي الله عنه قد ألغى فروضاً كسهم المؤلفة قلوبهم وغيرها وهو ما يدل على أن الإسلام دين متجدد و فقه الواقع يحتم علينا في هذا الزمان من قبل أهل الحل والعقد و الفتوى توضيح معنى القاصرات وحمايتهم من طمع الطامعين وجهل الجاهلين وتحديد تزويج الفتيات بحد أدنى يتوافق معه رغبة الشارع الكريم في تحقيق الهدف من الزواج