هذا الموقف الأمريكي المنحاز إلى إسرائيل دفع تل أبيب في القدسالمحتلة إلى القيام بأعمال بناء حي جديد على جبل الزيتون خارج الخط الأخضر تأكد فشل الإدارة الأمريكية في التوصل إلى حل يدفع إلى الأمام بالمفاوضات السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين مما أدى إلى انهيار العمل السياسي، وثبت عجز الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وعدوان رئيس الوزارة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالاستمرار في بناء المستوطنات اليهودية فوق الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بالضفة الغربية مما جعل العالم العربي والإسلامي يواجه نكبة متجددة تقف حجر عثرة في مباحثات السلام وتجعل من المستحيل قيام دولة فلسطين على هذه الأرض المحتلة إلى جانب إسرائيل التي اغتصبت الأرض في عام 1948م وتريد اليوم اغتصاب الأرض مرة أخرى التي استعمرتها في عام 1967م. تقول تقارير عن تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم أن هناك اتجاهاً إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية لو أعلنت من طرق واحد هو الطرف الفلسطيني، وقد أعلنت حكومة البرازيل اعترافها بقيام الدولة الفلسطينية خارج اتفاق التفاوض الفاشل بين الفلسطينيين وإسرائيل اعتباراً من بداية ديسمبر لعام 2010م وتبع ذلك إعلان حكومتي الارجنتين وأوروجواي اعترافهما بقيام دولة فلسطينية من أول العام المقبل 2011م حتى وأن لم يتم الاتفاق على السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أعلنت بوليفيا اعترافها بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وذلك مساهمة منها في دعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحقه المطلق في إقامة دولته المستقلة على الأرض التي احتلتها إسرائيل في عام 1967م. ويبدو أن الاتجاه العام في دول أمريكا اللاتينية يسعى إلى الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة ويتضح ذلك من المؤتمر الذي شارك فيه رؤساء دول أمريكا الجنوبية في البرازيل وجاء في كلمة الرئيس البوليفي مورالس «إن بوليفيا تعترف بدولة فلسطين على حدود 1967م أسوة بالبرازيل والارجنتين واوروجواي، وقوبل هذا الإعلان بتصفيق حاد ومتواصل من جميع رؤساء أمريكا الجنوبية الحاضرين في القاعة التي عقد بها المتمر. أوضح الجانب العربي أن إسرائيل تتعمد تصعيد الانتهاكات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من خلال ما تقوم به تل أبيب من أعمال هدم واستيطان وتهويد في مدينة القدس الشريف وفي محيط المسجد الأقصى المبارك ويطالبون الأمتين الإسلامية والعربية إلى اتخاذ مواقف حازمة ورادعة ضد إسرائيل لمنعها من الاستمرار في تلك الانتهاكات التي تقود إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم كله. قابل هذا الموقف العربي بضغط من الدهلزة الصهيونية موقف غير مسؤول عبر عنه الكونجرس الأمريكي باتخاذ خطوة مفاجئة ضد هذا الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل أمريكا الجنوبية فاتخذ قرار بالاجماع وبدون تصويت ضد ما تقدم به السناتور هيوارد بيرمن رئيس مجلس العلاقات الخارحية تضمن رفض إعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد ودعا الكونجرس الإدارة الأمريكية إلى استخدام الاعتراض «الفيتو» في مجلس الأمن ضد أي تحرك دولي في هذا الاتجاه الذي يمس إسرائيل ومصالحها التي تتطلب دعماً أمريكاً قوياً للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع في الشرق الأوسط يؤدي إلى قيام دولتين تتبادلان الاعتراف، ويتجاهل الكونجرس بعمد تعنت تل أبيب وعدوانها وفشل واشنطن وقلة حيلتها ولم يمنع العدوان والفشل الكونجرس من أن يشدد في قراره على معارضته القوية لأي محاولة في الحصول على اعتراف وإنشاء دولة فلسطينية خارج اتفاق تم التفاوض بشأنه بين إسرائيل والفلسطينيين. هذا الموقف الأمريكي المنحاز إلى إسرائيل دفع تل أبيب في القدسالمحتلة إلى القيام بأعمال بناء حي جديد على جبل الزيتون خارج الخط الأخضر على مقربة من المعهد الديني لإيواء طلاب هذا المعهد ويضم الحي الجديد 24 وحدة سكنية قررت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في ختام اجتماعها بجامعة الدول العربية وقف المفاوضات مع إسرائيل وعدم استئنافها إلا في حالة تقدم الوسيط الأمريكي بعرض جاد يكفل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وفقاً لمرجعيات السلام، وقررت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لبحث قضية الاستيطان الإسرائيلي والإعداد لمذكرة تعرض الموقف كاملاً على مجلس الأمن الدولي. اللجوء العربي إلى مجلس الأمن الدولي لعرض قضية الاستيطان اليهودي على الأراضي المحتلة منذ عام 1967م مع وجود الاعتراض «الفيتو» الذي تسرف وتسيئ استخدامه الولاياتالمتحدةالأمريكية وقد لوح به مجلس الكونجرس وطالب الإدارة الأمريكية باستخدامه لحماية إسرائيل بجعل اللجوء العربي إلى مجلس الأمن الدولي «كمن يستجير من الرمضاء بالنار» لأن أمريكا استخدمت الاعتراض الفيتو مرات عديدة ومتكررة لتحمي إسرائيل من الإدانة لكثير من أعمالها المخلة بالشرف والتي تناقض أحكام القانون الدولي العام حتى لا تدان على المستوى الدولي، حتى إن كان ذلك على كرامة ومكانة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تحمي إسرائيل وتفشل في اقناعها بالمنطق الدولي الذي يطالب بحل سلمي فلسطيني إسرائيلي يؤدي إلى قيام دولتين استضافة أمريكا للأمم المتحدة خطأ ووجود الاعتراض «الفيتو» في مجلس الأمن خطأ أكبر ولا نستطيع الآن تغيير هاتين الحقيقتين وإن كان حلهما نقل المقر للأمم المتحدة إلى جنيفالمدينة السويسرية، والغاء الاعتراض «الفيتو» من مجلس الأمن وفقاً لمقتضيات العصر. أدعو الأمة العربية والإسلامية إلى رفع هذه القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي لا يوجد فيها حق الاعتراض «الفيتو» وفي إمكانها اصدار قرار يدين إسرائيل لعدوانها بالمستوطنات اليهودية خصوصاً وأن هناك سابقة قرار للجمعية العمومية أدان إسرائيل بالعنصرية ولا تزال سجلاتها تحمل هذه الإدانة على الرغم من الغائها بعد مؤتمر مدريد للسلام.