السعادة كما يراها "الفارابي" في كتابه (آراء أهل المدينة الفاضلة) هي الخير المطلوب لذاته, وليست أصلا تطلب في وقت من الأوقات لينال بها شيء آخر, وليس وراءها شيء آخر يمكن أن يناله الإنسان أعظم منها، وهي خير على أنها الغاية من غير أن تكون سعادة وراءها غاية أخرى. وتعد لحظات العيد من أجمل أوقات السعادة؛ خصوصاً حينما نعيش أوقاتها مع الأهل، وبين أفراد الأسرة والجماعة وحتى المجتمع ككل، والشعور بالأمن والأمان بين أفراد الأسرة الواحدة. بعد هذا الحديث وهذه الآراء عند "الفارابي" وما ذهب إليه من تعريف بالسعادة؛ ننتقل إلى الحاضر، وتحديداً إلى هذه الأيام، وننقل آراء ووجهات نظر حول السعادة عند الفتاة المواطنة خلال العيد. تقول "غاده" - طالبة دراسات عليا- "السعادة عندي تكمن في أن يعم مفهومها في العيد وغير العيد مختلف المجتمعات, وتذهب الحروب والنزاعات, وراحة المرضى, وتقديم العون إلى من هم بحاجة إليه.. السعادة هي صفاء النفس والعطاء بلا حدود، ورسم الابتسامة على الوجوه التي هي بحاجة إليها.. السعادة عندي طاعة الوالدين وراحة الضمير". وتشير الطالبة "فوز" -خريجة لغة انجليزية- أن السعادة عالم واسع, كل واحد يراها بمنظور معين، وهي عندي لوحة جميلة خلال العيد عندما أشاهد الجميع حولي سعداء ترتسم الفرحة على وجوههم كم هو جميل أن يشعر الجميع خلال أيام العيد بالسعادة والفرحة التي أتمنى مخلصة أن تعم مختلف أرجاء الدنيا، فلا حياة ولا عيد بدون سعادة من يعيش معك. صورة حقيقية وتضيف الطالبة "بهيه" - تخصص اجتماع- أن السعادة ليست بأموال تكنز أو مظاهر للمباهاة، وإنما السعادة شعور مشترك نراه في وجوه الجميع خلال هذه الأيام المباركة، ونحن نشاهد ملايين الحجاج وهم يدعون ويلبون، ويتمنى كل واحد منا - ممن لم تتح له فرصة أداء فريضة الحج- أن تتاح له الفرصة في الأعوام المقبلة، مؤكدة على أن السعادة أن تقدم للناس صورة حقيقية عن نفسك, وأن تقوم بمساعدتهم وإرشادهم إلى الأفضل, والسعادة أيضاً انجاز وتحقيق مرتبة علمية بعد جهد وكفاح، وهي طريق طويل وصعب ولا يحلو إلاّ اذا جاء بعد معاناة وصبر، فالنهايات الجميلة هي التي تأتي بعد تعب وسهر وعمل متواصل وإخلاص وتضحية. وأكدت السيدة "أم صالح" على أن السعادة مرتبطة بفرحة الأبناء بالعيد وهم يرتدون جميعاً الملابس الجديدة، فالعيد يشكل إطلالة كبيرة وواسعة من الفرحة التي تنشر أجواء السعادة بين أفراد المجتمع. وقالت: "إن السعادة هي لحظة فرح يعبّر عنها العيد السعيد، وهي عالم رحب أراه عندما أشاهد الأبناء وهم في سعادة وعندما أخدم الناس، وعندما تذوب معاني الحقد والأنانية من صدورهم". وتقول "أم عبد الرحمن": أجد السعادة خلال هذه الأيام ولحظاتها المفعمة بالحب والإيثار والتقدير والمشاركة، والسعادة عندي أن نمنح الأطفال ما يحتاجون, وأن نحاول رسم الابتسامة على وجوههم ومساعدتهم للحصول على ما يريدون.