ليس غريباً أن نجد الأسواق تموج بالمتسوقين لتشكل عنواناً لبهجة قادمة تحمل معها قناديل الفرح ودفء ابتسامات الأطفال في ليلة العيد، إيقاع الأسواق كان أكثر صخباً وضجيجاً في محافظة خميس مشيط مراسم ولحظات الاستعداد للعيد.. الشوارع كانت مكتظة بالسيارات وحركة المرور أبطأ من سلحفاة في أحد المراكز التجارية التقينا سعد محمد القحطاني الذي كان مصطحباً أسرته لشراء مستلزمات وملابس العيد والفرحة ترتسم على وجوه الأطفال فقال: جئت إلى هنا من مسافات بعيدة لشراء ملابس لأطفالي، فالعيد مناسبة عظيمة لإدخال الفرح والسعادة إلى جميع الأطفال الذين يفرحون ويبتهجون بالعيد.. فالعيد هو للأطفال وليس للكبار، فنحن نسعد بسعادة أطفالنا. وأضاف القحطاني: الحمد لله الخير، وفير والبضاعة بأشكال وألوان متعددة ويحتار الإنسان ماذا يختار، فكلها ترضي الأذواق وهذا فضل من الله تعالى. وفي نفس السوق التقينا مجموعة من الشباب وهم يحملون بأيديهم أكياساً تحتوي على مقاضي العيد والسعادة تغمرهم فأكد كل من محمد القرني محمد علي زيارة، وعبدالمجيد القرني بأن العيد يشكل مناسبة سعيدة يترقبها الإنسان بفارغ الصبر طيلة عام كامل، وأضافوا بأنهم استعدوا للعيد بشراء الشماغ والعقال والثياب الجديدة وقالوا إن الأسعار معقولة ومعتدلة نتيجة للمنافسة بين التجار، وإنهم سيقضون العيد في مدينة الرياض للاستمتاع ببرامج الاحتفالات بالعيد التي ستكون كالعادة مميزة بفعاليات ترضي أذواق جميع الناس وخاصة الشباب، وتمنوا أن يكون مثل هذه الاحتفالات في منطقة عسير. وفي أحد فنادق أبها التقينا مع رجل الأعمال الأستاذ مهند قصي العزاوي، الذي أكد أن العيد فرحة، مشيراً أن الناس باتوا يطلقون على المناسبات الأخرى مسمى العيد.. وقال: العيد مازال هو العيد يحمل بين جوانحه الأصالة وكل المعاني السامية رغم أنف بعض الفضائيات التي تخاطب الغرائز، وقال: في العيد سأكون في الرياض بين أهلي، مشيراً إلى أن احتفالات هذا العام سيكون فيها مسرحيات وبرامج خاصة بالنساء، وأضاف: إن هذه الاحتفالات استقطبت الناس وجميع أفراد الأسرة حتى أن الكثير من الأسر فضلت عدم السفر خارج المملكة للاستمتاع باحتفالات الرياض وهذا هو المقصود بالعيد أن يعم الفرح الجميع.. وفي أحد مراكز التسوق في خميس مشيط التقينا المواطن محمد حسين البسامي من أهالي سراة عبيدة الذي كان مع أسرته فأكد بأن عيد الفطر هو عيدان.. عيد قبول الأعمال والصيام وعيد الفرحة والسرور، وأضاف: العيد في الماضي كان جميلاً رغم بساطة الحياة وكنا مشغولين بالزراعة والرعي إلى يوم العيد، ولم نكن نبلغ إلا عن طريق مندوب من الإمارة وقال: الحمد لله نحن اليوم نعيش نعماً عظيمة لا تُعد ولا تُحصى، فالخيرات عميمة وكل شيء أصبح بمتناول يدنا. وأضاف: لقد اشتريت كل المقاضي ولم يبق عندي سوى حلويات العيد. والتقينا الشاب محمد بن قرعة مع أطفاله فقال: لقد جئت لشراء ملابس جديدة لأطفالي وقد اصطحبتهم معي ليشاهدوا ويعايشوا تلك الفرحة الكبيرة التي تعم الجميع بمناسبة الاستعداد للعيد، وأضاف: بسبب مشاغلي الكثيرة فقد تأخرت لشراء ملابس العيد رغم الزحام الكبير إلا أنه يشكل بهجة العيد وقال: تتميز محافظة خميس مشيط بكثرة المعارض الكبيرة، كما أن الأسعار معتدلة وتناسب الجميع، مشيراً إلى أن خميس مشيط مدينة تجارية منذ القديم وكان يُطلق عليها فيما مضى «موجان» وأضاف: بالنسبة للأسواق ففيها الغالي والرخيص، فهناك الماركات العالمية وهي مرتفعة الثمن ولكنها تتميز بجودتها، وهناك البضائع الصينية والماليزية والسورية والتركية. وأضاف: ما تحتاجه منطقة عسير بشكل عام ومدينتا أبها وخميس مشيط هو مدن الملاهي للأطفال مثل ملاهي الرياضوجدة ورغم وجود القوة الشرائية الكبيرة لأبناء المنطقة إلا أن رجال الأعمال يحجمون عن الاستثمار في مدن الألعاب، وفي أحد محلات بيع الحلويات العربية أكد لنا صاحب المحل بأن المبيعات للعيد فاقت كل التصورات، مشيراً إلى أنهم استعدوا لهذه المناسبة قبل أسبوع ويعملون ليل نهار لتلبية طلبات الزبائن، مشيراً إلى أن الحلويات الشرقية أصبحت لازمة حتمية لتقديمها كضيافة في العيد.