تمكن ضيوف الرحمن من رمي جمرة العقبة الكبرى بمشعر منى المبارك صباح يوم امس الثلاثاء أول أيام عيد الأضحى المبارك بكل يسر وسهولة بعد أن قضوا ليلتهم بمزدلفة، حيث شهدت حركة التنقلات لهذه القوافل الايمانية أعلى درجات الانسيابية والراحة ووسط أجواء روحانية مفعمة بالخشوع والطمأنينة تحفهم عناية الله عز وجل ثم الاهتمام الكبير من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، كما أدى حجاج بيت الله الحرام صلاة العيد بالمسجد الحرام أمس وقاموا بالطواف حول الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة وقاموا بالحلق ونحر الهدي. وقد كثفت الجهات الحكومية والمعنية بشؤون الحج والحجاج لموسم هذا العام جهودها وخدماتها خاصة الميدانية وفقاً لتوجيهات ولاة الأمر الهادفة إلى تمكين جميع حجاج بيت الله الحرام من استكمال فريضة حجهم. وقد شهدت حركة الحجيج من مشعر مزدلفة إلى منى انسيابية في الحركة لم تشهدها الأعوام الماضية، حيث اسهم قرار منع دخول السيارات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا في توفير انسبابية كبيرة امام حافلات نقل الحجاج كما ان قطار المشاعر كان له دور كبير في نقل الحجاج من عرفة الى مزدلفة في وقت قياسي وسجل وقت الرحلة في أقل من عشر دقائق مما يعتبر نقلا نوعيا في سرعة وصول الحجاج الى مزدلفة ومن ثم الى منى، كما ان خروج أكثر من 3000 حافلة والتي حل القطار بديلا عنها اسهم اسهاما كبيرا في توفير مساحات شاسعة في الطرقات داخل المشاعر المقدسة. هذا وقد انتشر أفراد الأمن عبر هذه الطرقات ليؤدوا واجباتهم وتنفيذ الخطط على ارض الواقع، حيث بدأت والله الحمد هذه القوافل الايمانية بالوصول لمنى، حيث رموا جمرة العقبة بكل يسر وسهولة مستفيدين من المداخل والادوار العديدة لمنشأة جسر الجمرات والذي يدخل هذا العام الخدمة بكامل طاقته بعد ان تم الانتهاء الكامل من بناء المشروع، حيث يتطلب خطة خاصة في عملية رمي الجمرات والتي نفذتها فرق الأمن عبر تسهيل حركتهم من على الجسر للرمي. وقد كانت جميع الأجهزة الحكومية موجودة حول هذه المنطقة التي اكتظت بالحجاج كما تم تجهيز وتوفير عربات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر ولبعض الجهات الحكومية اضافة الى الاسعاف الطائر والتابع لادارة الهلال الاحمر السعودي للتدخل السريع في أي حالة تقع لا قدر الله وتقدير الاسعافات الاولية ونقلها الى مستشفيات وزارة الصحة التي تم تجهيزها وتهيئتها لتقديم الرعاية الصحية لضيوف الرحمن. وقد تابع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية رحلة الحجيج إلى مشعر منى وقد وجهوا كافة المسؤولين والعاملين في الحج بالميدان إلى مضاعفة وبذل المزيد من الجهود لتمكين جميع حجاج بيت الله الحرام من رمي الجمرة بكل يسر وسهولة في ظل الامكانات المتاحة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. الشاخص وقت رمي الجمرات وقد رمى ضيوف الرحمن جمرة العقبة بكل يسر وراحة، حيث تمكنوا من الحلق بالأماكن المعدة لهم من قبل أمانة العاصمة المقدسة التي يعمل بها العديد من عمال الحلاقة اضافة إلى نحرهم للهدي في المجازر المخصصة لذلك والواقعة بالمعيصم ومن جهته جند البنك الإسلامي الجهود في ذلك وتهيئة جميع المسالخ أمام عمليات الذبح. وقام ضيوف الرحمن يوم أمس بالتوجه إلى بيت الله الحرام لأداء الطواف وصلاة العيد فيه، حيث بدأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تنفيذ خطتها التي ركزت فيها على توفير المناخ التعبدي الأمثل داخل الحرمين الشريفين والساحات المحيطة بهما لحجاج بيت الله وتأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة وتوفير جميع الخدمات اللازمة وتهيئة المرافق والتأكد من جاهزيتها والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لزوار الحرمين الشريفين والإسهام في تثقيفهم وتوعيتهم بأمور دينهم من خلال الخدمات التوجيهية والإرشادية والتشغيلية، إضافة للخدمات الفنية. وقد جندت فريق من القوى العاملة قوامه (5702) موظف، إضافة إلى زيادة عدد أصحاب الفضيلة المدرسين والمفتين في المسجد الحرام. كما ستقوم بالتعاون مع قوة أمن المسجد الحرام في منع الجلوس على الممرات وتوزيع الحجاج داخل المسجد الحرام، كما انه تم الاستفادة من المشروعات الجديدة ومنها تطوير وتوسعة المسعى وتهيئة جميع أدواره (القبو والدور الأرضي والدور الأول والثاني والسطح) ومسار عربات السعي بالدور الأرضي والأول من المسعى مع الميزانين الأول والثاني ومشروع تلطيف الهواء في المسعى بصفة مؤقتة من خلال توفير ما يقارب خمسة آلاف طن تبريد. كما هيئت 43 مشربية ماء زمزم بقبو المسعى والدور الأرضي والأول والثاني والسطح تشتمل على (340) صنبورا وتهيئة 4 مواقع في صحن المطاف بإجمالي 110 نافورات لماء زمزم وكذلك تجهيز الساحات التي تم نزعها وتسويتها لتكون مسطحات إضافية للصلاة وتزويدها بمكبرات الصوت وتخطيطها باتجاه القبلة وتوفير الخدمات الضرورية فيها، كما تم تهيئة المعابر والمخارج المؤقتة من الناحية الشمالية من خلال إنشاء 7 جسور مؤقتة وسلالم ومنحدرات للمعاقين للمساعدة في تفريغ الحشود في الدور الثاني والسطح وإضافة سلالم ثابتة تربط بجسور الدور الأول من الجهة الشمالية للمسجد الحرام بعد تخفيض منسوب شارع الشامية بسبب أعمال مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة وتطوير الساحات الشمالية. كما تم إنشاء أكثر من 62 دورة مياه مؤقتة مع مائة صنبور للوضوء أعلى دورات مياه باب الفتح الحالية بديلة عن دورات مياه الشامية بسبب أعمال تطوير الساحات الشمالية. وقد استفاد كبار السن من حجاج هذا البيت من العربات المجانية المخصصة لهم لأداء السعي بين الصفا والمروة، حيث استفادت وقوافل حجاج بيت الله الحرام من المشاريع المقامة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة التي كان لها أبلغ الأثر في تمكينهم من أداء الحج. وأوضحت وزارة الصحة بأن الحالة الصحية للحجيج جيدة ومطمئنة ومستشفيات منى ومراكزها الصحية قد اتخذت التدابير اللازمة لتقديم كامل خدماتها العلاجية والوقائية في ظل تجهيزها بكامل المستلزمات والأدوية اضافة إلى وجود الأطباء والممرضين والفنيين العاملين في موسم حج هذا العام. وكانت رحلة ضيوف الرحمن قد توجهت إلى البيت الحرام وشهدت متابعة شديدة من قبل الدوريات ورجال الأمن اضافة إلى الطيران العامودي الذي يتابع هذه الحركة على مدار الساعة وإعطاء التقارير الأولية لغرفة العمليات ومراقبة الحالة لهذه الحركة. حكومة خادم الحرمين الشريفين وجهاتها المسؤولة عن الحج والحجاج تراقب وتتابع حركة القوافل لضيوف الرحمن على مدار الساعة سواء كانت براً أو جواً، حيث يرى ويشهد الحجيج مدى ما توصلت له الدولة من تنفيذ خطط عالية الدقة في هذا الشأن ووفقاً لما أكده عدد من حجاج بيت الله الحرام الذين أبانوا أن الجهات المشاركة في خدمتهم لم تدخر وسعاً في تقديم يد العون لهم. الحجاج يتوزعون على الجسر والاستفادة من أدواره المتكررة ضيوف الرحمن يغادرون الجسر بعد رمي جمرة العقبة الكبرى ضيوف الرحمن ينتقلون بتنظيم دقيق في المشاعر