يقف اليوم الاثنين أكثر من ثلاثة ملايين حاج على صعيد عرفات ليشهدوا يوم الوقفة الكبرى يوم التاسع من ذي الحجة ملبين ومكبرين مقتدين بسنة المصطفى عليه افضل الصلوات يرجون رحمة الله سبحانه وتعالى الذي يتجلى في موقفهم العظيم من اجل ان يغفر لهم وأن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وان يجعلهم من المقبولين. قطار المشاعر اقتصر وقت وصول الحجاج لعرفات ومن المتوقع ان تشهد خطة تصعيد الحجاج اليوم من مشعر منى الى عرفات نجاحا بفضل الله ثم ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من امكانات لراحة حجاج بيت الله الحرام وسط تضافر جميع الجهود لانجاح حركة تنقل قوافل الإيمان الى هذا المكان المبارك. وقد تميزت رحلة الحجيج في مرحلتها الأولى من التصعيد من مكةالمكرمة الى منى يوم أمس الاحد بالنجاح الكبير، وذلك بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني من امكانات في مختلف المجالات وفي مقدمتها المواصلات وشبكات الطرق بما اشتملت عليه من أنفاق وجسور خصص بعضها للمشاة والبعض الآخر للسيارات اضافة الى ما تميز به المواصلات في هذا العام بعد ادخال القطار والذي يعد نقلة نوعية للنقل الحديث في المشاعر المقدسة. وانتشر رجال الأمن على جميع الطرق المؤدية الى منى لمتابعة حركة السير وتنظيمها بما يحقق الراحة والطمأنينة لجميع الحجيج. وأكد معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي بأن قوافل الحجيج استقرت يوم أمس في منى بكل يسر وطمأنينة واليوم يشهد صعيد عرفات وصول هذه القوافل حتى تنعم بأجواء روحانية خاشعة لله تعالى وتشهد يوم الحج الأكبر. وقال معاليه إن مكاتب ارشاد الحجاج التائهين والموزعة على مسطح مشعر عرفات تقوم بواجبها لخدمة الحجاج وإيصالهم الى مواقعهم. من جانبه بين وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة انه تم تجهيز مستشفيات وزارة الصحة سواء في عرفات أو منى أو مكةالمكرمة لاستقبال أي حالات مرضية أو اجهاد، حيث تم تكثيف الجهود بالمراكز الصحية في عرفات. واشار معاليه الى ان الوزارة تقوم بتجهيز فريق طبي لمساعدة الحجاج الذين أجبرهم المرض على ملازمة السرير الأبيض ومساعدتهم بالوقوف بعرفات لأداء الحج.. وقد جندت قيادة أمن الحج كامل طاقاتها الآلية والبشرية بمتابعة مستمرة وشخصية من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وسمو نائب وزير الداخلية وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وبإشراف ميداني من مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني لتيسير وتسهيل عملية التصعيد امام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم بعد عون الله وتوفيقه مؤكداً ان الخطة ركزت على منع دخول السيارات الصغيرة والتي تقل حمولتها عن 25 راكبا الى المشاعر المقدسة واتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من والى المشاعر المقدسة. كما نوهت قيادة أمن الحج بأن المشروعات الحيوية والعملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا العام بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وفي مقدمتها قطار المشاعر والذي سيدخل الخدمة لاول مرة بنسبة تشغيلية 30% أسهمت بعون من الله وتوفيقه في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من والى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة مؤكدة ان هذه المشروعات تعد قراءة واضحة لما توليه قيادتنا الرشيدة من عناية واهتمام بوفود بيت الله العتيق وحرصها - ايدها الله - على تحقيق كل ما من شأنه توفير الراحة والطمأنينة للحجاج. من جهته قال أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ان الأمانة وفرت آلاف العمال لتنظيف المشاعر المقدسة الى جانب 119مخزنا تحت الأرض لتخزين النفايات. وأكد مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري ان المديرية العامة للدفاع المدني قد استكملت جاهزيتها التامة لخدمة ضيوف الرحمن مشيرا ان خطة الدفاع المدني لمشعر منى تشمل العديد من القوى البشرية والآلية القادرة على مساعدة وتسهيل أداء الحجاج لمناسكهم بكل يسر وسهولة مبينا ان في المشاعر العديد من مراكز الدفاع المدني التي يعمل بها عدد كبير من الفرق بقيادة الضباط والأفراد المدربين والمؤهلين للتعامل مع كافة المخاطر والحوادث التي قد تقع (لا قدر الله) وذلك وفق خطط معدة مسبقا تم تدعيمها بتجارب فرضية تجعل الضباط والافراد المشاركين على أتم جاهزية لمباشرة ما قد يطرأ من المستجدات. وأبرز التجهيزات والآليات الحديثة التي زودت بها المراكز مبينا انها تشتمل على معدات إطفاء وإنقاذ من سيارات وقوارب نجاة ومعدات فنية لمواجهة الأمطار والسيول عند حدوثها اضافة الى انه تم تجهيز مواقع محددة للإخلاء والإيواء من الأماكن المتضررة ومواقع مجهزة لإيواء الحجاج في الأماكن الآمنة والمحددة في خطة الطوارئ العامة للدفاع المدني. ولفت النظر الى انه تم توفير المعدات المخصصة لمواجهة حوادث الإنقاذ في الأنفاق كونها لها خصوصية في التعامل عند تجمع الحجاج بها وتزاحمهم مما يتطلب الاستعداد للتعامل مع ذلك مؤكداً القدرة التامة على ادارة مثل هذه الحوادث بكفاءة واقتدار، حيث استشعر الدفاع المدني مثل هذه المخاطر وتهيأ لها. وتمنى مدير عام الدفاع المدني أن ينعم حجاج بيت الله الحرام بأداء مناسكهم بيسر وسهولة وراحة واطمئنان وفقاً للخطط التي وضعت لخدمتهم وأن لا يقع ما يعكر صفو حجهم بإذن الله تعالى. وقد صحبت مجموعة من سيارة الاسعاف الصغيرة فجر امس الاحد (يوم التروية) جموع الحجيج في مشعر منى لتؤدي واجبها في علاج الحالات الطارئة والاسعافية من حجاج بيت الله الحرام ونقل من يحتاج منهم الى اقرب مستشفى، وذلك ضمن خطة لجنة الطوارئ والطب الميداني، حيث تعمل السيارات على مدار الساعة ومزودة بأحدث الأجهزة اللازمة للعناية بالحالات الحرجة منها أجهزة مراقبة القلب والصدمات الكهربائية وأجهزة التنفس الاصطناعي الى جانب الأدوية اللازمة للتعامل مع أصعب الحالات الطبية الحرجة في أماكن حدوثها. كما ان هذه السيارات تتميز باستخدامها لطرق المشاة بالمشاعر المقدسة مما يكسبها القدرة على الوصول الى هدفها وموقع الحدث في أسرع وقت. من جهته أكمل فرع وزارة المياه والكهرباء بمنطقة مكةالمكرمة كافة الاستعدادات اللازمة لتنفيذ خططها التشغيلية لخدمات المياه والصرف الصحي في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام. مشهد من منى خلال يوم التروية