أعلنت رمز الديمقراطية في ميانمار أون سان سو تشي امس أنها على استعداد للعمل مع كافة الأحزاب من أجل المصالحة الوطنية وذلك خلال خطاب ألقته غداة إطلاق سراحها بعد قضاء سبع سنوات قيد الإقامة الجبرية. وقالت سو تشي إنها أرادت الاستماع لآراء الآخرين قبل اتخاذ أي قرار بشأن خططها المستقبلية. وقالت سو تشي "سأتحدث مع أي شخص على استعداد للعمل من أجل مصلحة البلاد والديمقراطية .. المصالحة الوطنية تعني الاعتراف بأن هناك خلافات". وأوضحت أنها لا تسعى للانتقام. وقالت "لا أحمل مشاعر بغيضة تجاه الحكومة بسبب اعتقالي لمثل هذه الفترة الطويلة". وقالت سو تشي أمام نحو 10 آلاف شخص من أنصارها احتشدوا أمام مقر حزبها "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" في يانجون للاستماع لأول خطاب علني لها منذ أعوام "لا بد أن نعمل معا". ووصفت الحشود زعيمة المعارضة الحائزة على جائزة نوبل للسلام بأنها "الأم" و"الأخت" ، وهتفت بعبارات منها "نحب السيدة سو" و"تحيا أون سان سو تشي". وشوهد بعض الجنود في مبنى مقابل لمقر حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية. وقام رجال أمن بالتقاط صور فوتوغرافية للحشود التي ملأت الشارع. وقال محللون إنه لا يرجح أن يفتح المجلس العسكري الحاكم حوارا سياسيا مع سو تشي وحزبها ، الذي فاز في انتخابات عام 1990 بأغلبية ساحقة ولكنه حرم من تولي السلطة. وقال ماونج زارني ، الذي كان من الناشطين خلال دراسته وأصبح الآن باحثا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في لندن ، إن "ذلك ليس إشارة على أنهم سيجلسون ويتحدثون مع سو تشي .. ربما خلصوا إلى أنها لم تعد في وضع يسمح لها بهز السفينة". وفاز حزب "اتحاد التضامن والتنمية" التابع للمجلس العسكري الحاكم بنحو 80% من المقاعد المتنافس عليها في الانتخابات في المجالس البرلمانية الثلاثة ، وعددها 1159 مقعدا. وقال خوينساي جايين ، رئيس تحرير وكالة "شان هيرالد" للأنباء التابعة للمعارضة "آمل ألا تتخذ سو تشي موقف المواجهة على الفور". وأضاف "نأمل أن نراها تجري حواراً ليس فقط مع الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية وإنما مع أحزاب الأقليات العرقية والمجلس العسكري الحاكم قبل أن تتخذ موقف المواجهة مجدداً". وأوضح أنها "إذا اعتقلت مجدداً فلن يكون ذلك جيداً بالنسبة لها ولا للقضية".