يقدم الدكتور عبد الرحمن بن عثمان الصغير في كتابه "الأسس العامة للعلاقات العامة والمراسم والدبلوماسية والمجاملة والاتيكيت "دليلاً إرشاديا لا غنى عنه للعاملين في تلك التخصصات الحيوية سواء في القطاعين الحكومي أو الخاص ، أو في الهيئات والمنظمات ، و أيضاً للباحثين عن قواعد تأسيس إدارات فاعلة للعلاقات العامة ، بل ولكل من يهتم بتطبيق معايير المجاملة والاتيكت رجلاً كان أو امرأة. والكتاب يجمع بعضاً مما تحويه الكتب عن المراسم والبروتوكول وقواعدها ، وما قدمه الآخرون من أصحاب الخبرة والاختصاص مسترشداً في ذلك بالتقاليد الإسلامية العريقة في مجال آداب السلوك ، مؤكداً على أن التراث والتقاليد الإسلامية وضعت تفاصيل دقيقة في تعاملنا فيما يعرف بالاتيكيت في الغرب. ويتضمن الكتاب خمسة فصول ، يتحدث الأول عن " العلاقات العامة والمراسم وقواعد الزيارات " بدءا بمفهوم العلاقات العامة وتعريفاتها مروراً بأهم العقبات التي تعترض نشاط العلاقات العامة ووظيفتها وأهدافها الداخلية والخارجية ، والشروط الواجب توافرها في العاملين في هذا المجال وصفاتهم ، وصولاً لأقسام إدارات العلاقات العامة. ويشير المؤلف إلى أن فن المراسم موجود منذ القدم ، كما اهتم الإسلام به ، وان كان تحت مسميات أخرى ومنها ديوان الرسائل وديوان التشريفات. ويفرق المؤلف ما بين المراسم والاتيكيت والبروتوكول والتشريفات والمجاملة ، مشيراً إلى أن كلا منها له تعريفه ووظيفته ، فالمراسم هي " فن النظام " ، والاتيكيت هو " الطريقة السليمة لحسن التصرف أمام الناس " ، أما البروتوكول فهو " مجموعة من الإجراءات والقواعد الرسمية في التعاملات بين المؤسسات والدول" أما التشريفات فمعناها " التكريم " وأصبحت عنواناً لكثير من الإدارات المعنية باستقبال الضيوف ، فيما تعرف " المجاملة" بأنها " فن إرضاء الآخرين" ويقدم المؤلف في هذا الجزء من الكتاب تفصيلاً عن كيفية مراسم الاستقبال والوداع والجلوس في الاجتماعات وآداب اللقاء بين شخصين. أما الفصل الثاني فهو يتناول الحديث عن البرلمانات بما فيها مجالس الشورى والنواب والشيوخ والأمة والأعيان ، الى جانب آليات تنظيم المؤتمرات والاجتماعات ، متضمناً مهام إدارات المراسم في تلك الهيئات ، واعداد برامج الزيارات ، الى جانب عوامل نجاح المؤتمرات وخطوات الإعداد ومهام اللجان التحضيرية ، والأنشطة المصاحبة. كما يتحدث هذا الفصل عن " الدبلوماسية " كفن وعلم يحتاج لمواهب خاصة العاملين في هذا المجال ، ودراسات عميقة للعلاقات بين الدول ، ملقياً الضوء على المواصفات الواجب توافرها في الدبلوماسي. وفي الفصل الثالث يقدم المؤلف شرحاً وافياً لفنون المجاملة والأسبقية والهدايا ، وتعريفا للشخصيات المهمة وسماتها وانماطها وبعض الملاحظات عليها وكيفية التعامل معها. وعن " الأسبقية " يستعرض المؤلف القواعد التي يحرص المشتغلون في العلاقات العامة والمراسم على أن يطبقوها لكي يضعوا كل شخصية في مكانها الصحيح. أما الفصل الرابع من الكتاب فهو يهم قطاعا عريضا من الناس وهو يتناول قواعد الاتيكيت والدعوات والمآدب والحفلات وآداب السلوك ، بل وآداب التحية والمصافحة. وفي الفصل الخامس شرح لقواعد وتصنيف منح الأوسمة ، ورفع وتنكيس أعلام الدول ، وعرج الكاتب في جزء خاص داخل هذا الفصل إلى " اللباس " وظهور الرجل والمرأة بالمظهر الذي يليق بالمناسبات ، موضحاً بعض الأمور التي يجب مراعاتها في ذلك. الكتاب لا يهم العاملين في مجال العلاقات العامة فقط بل يمثل مادة خصبة وضرورية في مكتبة كل أسرة بما يحتويه من تعريف بقواعد السلوك والآداب والمجاملة والضيافة ومهارات التعامل ، بالاضافة الى كونه مرجعاً مهماً للعاملين في هذا المجال والمستفيدين منه.