منذ قيام المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز وهذه الدولة تسعى في خدمة قضايا المسلمين وهمومهم. وقد دعا الملك عبدالعزيز الشخصيات الإسلامية للمؤتمر الإسلامي بمكة المكرمة لبحث قضايا المسلمين ونصرة قضاياهم، وتعاون الملك عبدالعزيز مع هؤلاء في قضية فلسطين وغيرها. وعندما جاء الملك سعود تأسست رابطة العالم الإسلامي للنظر في قضايا المسلمين، والجامعة الإسلامية لتعليم أبناء العالم الإسلامي العلوم الشرعية حتى يعودوا لتعليم الإسلام وعلومه لأبنائهم واخوانهم. ثم انشئت مؤسسات لنصرة الإسلام وابتعاث الدعاة وإرسال الكتب الإسلامية. وتطور الأمر في عهد الملك فيصل. وقدمت المملكة المساعدات للدول الإسلامية في المجالات التنموية وبناء المساجد والمراكز الإسلامية. وبدأت دعوة الحوار مع الفاتيكان برئاسة الشيخ الحركان وغيره كبادرة للعيش في تفاهم لمصلحة الإنسانية أمام مخاطر الإلحاد، وبذلت المملكة جهوداً كبيرة لتحصين المسلمين من الخطر الشيوعي، وساندت المسلمين المضطهدين في آسيا الوسطى وبورما وتايلاند وفيتنام وغيرها من الاضطهادات التي نالتهم، ودافعت عن المظلومين من خلال المؤسسات الدولية. وفي عهد الملك فهد استمرت هذه المهمة فانشئت الأكاديميات والمراكز في الخارج وفتحت الجامعات السعودية لأبناء المسلمين. ظلت المملكة تسعى لتقديم الإسلام بصورة حضارية دون أي تدخل أو فرض مفاهيم. وقد أثار هذا حفيظة عدد من الجهات المعادية للإسلام من المتعصبين فكالوا الشتائم من خلال وسائل متعددة ولكن المملكة لم ترد ولم تنجر لمثل هذه المهاترات حتى لا تضيع جهودها في هذا المجال. وقد انشأ الملك فهد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بلغات متعددة وتم توسيع الحرمين الشريفين ليتسع للحجاج وتقديم الخدمات لهم، وسارعت المملكة في برامج الإغاثة في كل كارثة لمساعدة المرضى والمحتاجين وإرسال المواد الغذائية والأدوية لفقراء الدول الإسلامية. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله استمرت المملكة في هذا النهج وسارعت لمساعدة كوارث تسونامي والنيجر وفيضانات باكستان والسودان واليمن، وسعت للصلح بين الفلسطينيين والصوماليين والعراقيين وجمع كلمتهم وسد باب الفتنة، وسعت لاستقرار الدول الإسلامية ودفع عجلة التنمية فيها والمصالحة العربية ودعت إلى الحوار ورفض التطرف والعنف مهما كانت رايته أو مسمياته وشجعت مؤتمرات للحوار برعاية شخصية من خادم الحرمين الشريفين وسعت للتقارب والمصالحة بين الدول الإسلامية وإصلاح تداعيات أحداث سبتمبر وما سببته من متاعب للمسلمين، وواجهت ظاهرة الإسلاموفوبيا والشبهات التي أثيرت ضد المسلمين والدفاع عنهم، وكذلك جرت توسعة الحرمين الشريفين. وكان قرار الملك عبدالله بإنشاء مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للخدمات الإنسانية والإنمائية والتي شملت التعليم والحوار الحضاري وبناء المراكز والمساجد والمستشفيات والخدمات الصحية والحوار الحضاري، دليل سعي المملكة في هذا الاطار، ورفضت المملكة الانجرار إلى أي محاولات بائسة للدخول في مهاترات طائفية ومذهبية وملاسنات من جهات عاجزة عن الحوار لإفلاسها في ذلك، ورأت المملكة في سياستها الحكيمة أن ذلك لا يخدم مصالحها الإسلامية ويعيق مسيرتها وأهدافها السامية لأنها تعمل لوجه الله لا تريد جزاءً ولا شكوراً سوى مرضاة الله وخدمة المسلمين. نسأل الله أن يوفق قادة هذه البلاد لخدمة الإسلام وأن يديم علينا هذه النعمة وأن يثبت القائمين على هذه الأمور على عمل الخير وأن يجمع شمل المسلمين على كلمة سواء لنصرة دينهم وإرضاء خالقهم.