إمعانا في اجرامهم المغطى من حكومتهم ، أضرم معتدون يهود من قطعان المستعمرين فجر امس النار في "مسجد الأنبياء" في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، بعد شهور على احراقهم مسجدين آخرين في قريتي ياسوف واللبن الشرقي شمال الضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت مصادر مطلعة وشهود عيان ان مجموعة من قطعان المستوطنين تسللوا فجرا الى بلدة بيت فجار وقاموا باضرام النار في المسجد ، بعد كتابة شعارات عنصرية باللغة العبرية تحرض على قتل العرب وتسيء للاسلام، قبل ان يفروا بواسطة سيارة بيضاء اللون وتحمل لوحة صفراء شوهدت تغادر باتجاه تجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني. وقد هبّ الاهالي لاخماد النيران بوسائل بدائية، الى حين وصول طواقم الاطفاء التابعة للدفاع المدني وقوة من الشرطة الفلسطينية التي قامت بمعاينة مسرح الجريمة. وتبيّن عقب اخماد الحريق ان قطعان المستوطنين قاموا بتجميع نسخ من المصحف الشريف والكتب الدينية واحراقها قبل اضرام النار في فرش وسجاد المسجد، ما ادى الى احتراقها والحاق دمار في بعض الاعمدة الداخلية. وهذا الاعتداء ليس الاول من نوعه بحق المساجد ودور العبادة اذ سجلت خلال السنوات الماضية سلسلة طويلة من الانتهاكات والاعتداءات التي ارتكبها المستوطنون وبضمنها احراق مسجدين الاول في قرية ياسوف شرق مدينة سلفيت والاخر في اللبن الغربي جنوب مدينة نابلس، اضافة الى كتابة الشعارات العنصرية ونجمة داود على جدران وباحات العديد من المساجد في مختلف مناطق الضفة الغربية.وقد دانت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها ظهر أمس جريمة إحراق "مسجد الأنبياء" وأكدت "أن الاعتداء على المساجد يندرج في إطار انتهاك حرية العبادة وحرمة المقدسات". من جانبه، حذر الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خلال تفقده المسجد من خطورة أعمال العربدة التي يقوم بها قطعان المستوطنين. وقال ان هذه المجموعات المتطرفة وبحماية من سلطات الاحتلال تدفع المنطقة إلى حرب دينية لا يعرف عواقبها أحد. في جدة، دان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي جريمة إحراق "مسجد الأنبياء"، معتبراً هذه المحاولة الآثمة خرقاً لاتفاقية جنيف والقانون الدولي. وقال ان تدنيس المسجد وحرق المصاحف فيه وكتابة شعارات عنصرية على جدرانه هو اعتداء سافر على حرية العبادة وحرمة المقدسات. كما جدّد تأكيده بأن هذا الوجود الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير الشرعي يمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي ويشكل عائقاً حقيقياً أمام تحقيق تقدم في عملية السلام، داعياً اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي للعمل على إلزام (إسرائيل) وقف كافة أشكال الاستيطان والممارسات التي تمسّ الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني .