من أقوى أسلحة المرأة دموعها.. وهي جاهزة لإطلاق دموعها في أي وقتٍ تريد وكأن معها زراً تضغطه فتنهار دموعها.. وينهار الرجل ويخضع لما تريد، خاصة إذا كان يحبها ورأى الدموع في عينيها الجميلتين. المرأة تضحك إذا استطاعت، ولكنها تبكي متى أرادت، ولهذا سمى الحكماء دموع كثير من النساء (دموع التماسيح).. والتمساح من أكثر المخلوقات قوة.. وشراسة.. وقسوة.. ولكن عينيه مبللتان بالدموع على طول.. وطبعاً (تُكرم) المرأة عن قسوة التمساح وشراسته و(تُحشم) فهي كائن رقيق.. جميل.. حنون.. لطيف.. ولكنها قوية عند (اللزوم) وتعرف كيف تحقق ما تريد.. ولو بالتدريج.. عندها إصرار عجيب وإرادة من حديد وأسلحة مختلفة لتحقيق مطالبها ولو كانت ضد المنطق أحياناً، فلها منطقها الخاص.. وأسلحتها الخاصة للوصول إلى ما تريد من الدلع والدلال والإغواء والإغراء، فإن لم تنفع فلا بأس من رحمة الله.. لديها المزيد: اختيار اللحظات المناسبة.. وسبر أغوار الرجل بفراسة نافذة.. وذكاء تُحسد عليه.. وإلحام لا يرده راد ولا يصده صاد.. وهي قادرة على تزيين ما تريد للرجل بالقوة أو بالمروة.. حسب شخصيته.. وشهامته.. فإن كان ضعيفاً فالقوة حاضرة تقضي عليه بالضربة القاضية.. وإن كان مخيفاً فالتذلل والتدلل والدموع التي تلين لها أقسى القلوب.. المهم أن ما تريده حاصل حاصل وإن تأخَّر قليلاً، وما ترغب في تحقيقه فهو - لا محالة - مُحَقَّق عاجلاً أو آجلاً.. المرأة أذكى بكثير مما يتصور الرجل.. * وأقوى بكثير مما يظن وإن تظاهرت بالمسكنة والضعف.. ولكن من يضحك أخيراً يضحك كثيراً.. وهي الفائزة في نهاية المطاف رفض الرجل أو أجاب، طال الزمان أو قصر.. فهي وراء ما تريد حتى تحققه مهما كانت الظروف.. لها قدرة عجيبة على تحقيق مطالبها ونيل مآربها، بالوسائل الدبلوماسية وغير الدبلوماسية، بالطرق المباشرة وغير المباشرة، بالكيد الخفي أو النعومة النسائية، المهم أنها في كل الأحوال ستحقق مطالبها وتنال ما تريد ثم تفكر في المزيد.. ودموع المرأة بالذات سلاح فتّاك.. نووي.. ينهار أمامه أعتى الرجال.. خاصة المحبين.. فإنهم لا يطيقون رؤية الدمعة في عينيها الحلوتين وقد أحمرت بالخدّين فما بالك بالنحيب والشهيق.. هنا تقوم القيامة.. ودموع المرأة سلاح مزدوج تستخدمه في الحب والحرب.. في الفرح والحزن.. في الخطير من الأمور واليسير.. في المواقف المحرجة والمفرحة.. وأحياناً تستخدمه وحدها تدرِّب نفسها.. إن دموع المرأة نعمة سابغة أنعمعها الله - جل وعز - عليها.. فبها تحقق مطالبها.. وتجعل الرجل يصدقها.. وبها يزيد جمال عينيها.. ويبدو بهما ذاك البريق الذي يخطف قلب الرجل المسكين فإذا به كالغريق.. غريق في دموعها لا يستطيع أن يتنفس فضلاً عن أن يقول (لا).. ومن نعمة الدموع على المرأة أنها تجعل عمرها يطول.. بإذن الحي القيوم.. فهي تغسل بها أحزانها.. وتحرر بها مشاعرها وتحقق مطالبها.. بينما يدفن الرجل حزنه فلا تظهر الدمعة في عينه، وأقتل الحزن دفينه.