بدأ الجميع من آباء وأبناء هذه الأيام الاستعداد الكبير للفصل الدراسي الجديد، وشحذ الهمم وتعليق الآمال بالله ثم بالأبناء لتحقيق النجاح وأعلى الدرجات الدراسية الممكنة لهذا العام ككل عام دراسي مضى، وبهذه المناسبة الغالية أهدي أبناءنا وبناتنا الغاليين على قلوبنا طريقة سهلة ومفيدة تساعدهم على الاستذكار والفهم والحفظ والاستيعاب ثم النجاح بتفوق بإذن الله. وهي طريقة إبداعية تخطيطية يطلق عليها اسم "الخريطة الذهنية، او الخرائط العقلية" وهذا المصطلح ظهر في نهاية الستينيات عن طريق العالم "توني بوزان"، وله كتاب في المكتبات وهو مؤلف جميل بعنوان الخرائط العقلية. ويعتبر أسلوب الخرائط الذهنية من انجح الأساليب التعليمية والتذكيريه للمعلومات المهمة والرئيسية التي يرغب الشخص باسترجاعها سواء في الاختبار اوفي أي وقت يحتاج لهذه المعلومات، كما أنها تُستخدم لتلخيص الكتب والمواضيع الصعبة في الفهم والحفظ، وتفيد كثيرا ذوي الذاكرة المتوسطة او الضعيفة في الحفظ والاسترجاع، كما أنها أداة تساعد على التفكير والتعلّم وربط الأفكار بعض بطريقة سلسة متناغمة، مع إبراز النقاط المحورية في الموضوع بشمولية ووضوح لقارئ الخريطة الذهنية. وهنا أطرح طريقة إعداد الخريطة الذهنية على الجميع للاستفادة منها وللطلاب والطالبات في شتى المراحل الدراسية بشكل خاص لاستخدامها في عمل خرائط ذهنية عامة لكل كتاب ومنهج دراسي، وخرائط ذهنية خاصة لكل فصل ودرس في المنهج، ثم حفظ هذه الخرائط بملف بلاستيكي خاص وجيد لحفظها ومراجعتها بين فترة وأخرى، والاستفادة منها وقت الاختبارات الفصلية والنهائية كملخص مصور وملون للمادة. طريقة إعداد الخرائط الذهنية: تتطلب إعداد الخرائط الذهنية بداية قراءة الموضوع المراد تحويله لخريطة ذهنية بتركيز عالٍ، مع استخدام الرسوم والصور والأقلام الملونة قدر الإمكان وحسب الحاجة التوضيحية للموضوع، والخريطة عند رسمها تشبه صورة الخلية العصبية في تفرعاتها الكثيرة. ومراحل إعدادها تتدرج من العام الى الخاص: نكتب عنوان الموضوع الرئيسي أو الكتاب او اسم المادة الدراسية داخل مربع او دائرة او أي شكل المهم إحاطة العنوان بطريقة واضحة في وسط الصفحة الفارغة ملونة او بيضاء حسب الرغبة. ثم رسم أفرع ملونة تخرج من اطار العنوان الرئيسي الذي رسمناه وعدد هذه الأفرع يتم تحديده على حسب عدد المواضيع او الفصول العامة التابعة للكتاب او المادة. ثم يخرج من كل فرع مجموعة من الأفرع الأصغر حجما والتي تتناول المحاور الرئيسية لكل موضوع. ونستمر في تلخيص كل جزئية الى المواضيع الأصغر منها. المهم ذكر المعلومات المهمة والعامة لكل جزئية باختصار شديد والاستعانة بالصور والرسومات والألوان للتذكير. وأن تكون الأفكار متصلة ببعضها البعض، متفرعة من بعضها البعض، أما كيف تتفرع أو ما هو الشكل او الرسم الذي تضع فيه الأفكار والعناوين المتفرعة يرجع لإبداعك الشخصي وطريقتك الخاصة. وللتوضيح أقدم نموذج بسيط في مادة القران على سبيل المثال: العنوان الرئيسي: القرآن الكريم ونحيطه بشكل مستدير او مربع. الأفرع الملونة كل منها في اتجاه مختلف عن الآخر: تفسير الآيات في اتجاه اليمين، التجويد في اتجاه اليسار، معاني الكلمات في اتجاه الأعلى، القراءة الصحيحة في الاتجاه الأسفل.. التجويد وفروعه: الإظهار والاقلاب والإدغام والإخفاء. الإدغام يخرج منه فرعين فرع بغنة والآخر بدون غنة، وتخرج من الفرعان أفرع أخرى صغيرة بعضها توضح حروفها، وأخرى توضح طريقة نطقها.. وهكذا. وفي حال الرغبة في استخدام الصور مثلا: ملاحظة: يمكن الاستعانة بصورة او رسم للقرآن بدل كلمة القرآن الكريم، وصورة الحلق لحروف الإظهار الحلقية، ورسم حرف الباء مقلوب للاقلاب، وكتابة حروف الإدغام مدغمه ومتشابكة مع الحروف التي تليها" ميحي بدل من يحي"، او رسم تشابك اليدين كتعبير عن الإدغام.. وصورة للمسجل او شريط الكاسيت او الحاسب الآلي كطريقة مستخدمة لتعلم القراءة الصحيحة. ولكل شخص طريقة إبداعية في توضيح المعاني وتلخيصها لذاته، وعلى حسب كل مادة دراسية وموضوعاتها، المهم المعلومات الميسرة المركزة والصحيحة والتي تجعل المنهج ككبسولة سهلة المضغ والهضم. وهذه الخرائط الذهنية لا تقتصر على الكتب والمناهج بل يمكن استخدامها للتخطيط لعمل او مهمة او علاج مشكلة او البحث في قضية، وطرح جميع جوانبها من حيث إمكانية التطبيق والصعوبات التي قد تواجهها، والوضع المستقبلي للخطة، والايجابيات والسلبيات فيها... *دراسات عليا - إعلام