احتضن مهرجان صيف أبها التدريبي، الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان أبها للتسوق في دورته الثانية عشرة بمركز أبها الدولي للمعارض خلال أسبوعه الأول- ندوات ثقافية في موضوعات وقضايا علمية ومهنية عديدة، جعلت أمسيات المهرجان تنضح بخبرة كبيرة، ومعرفة عميقة وفائدة جمة، حملها خبراء وأساتذة وضعوا ملكاتهم بين أيدي الزوار في مناخ مفعم بالألفة والمودة والبساطة، وتفوح منه رائحة الصيف الرائع في مدينة أبها السياحية. كما لمعت أسماء أعلام كبيرة في علم النفس والاجتماع حطوا رحالهم على خشبة مهرجان صيف ابها التدريبي؛ ليشرعوا أبواب المعرفة بالذات الإنسانية والنفس البشرية والعلوم الإنسانية، أمام جمهور غفير قدم من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي، والعديد من المدن والعواصم العربية والعالمية، ليحظى بفرصة حضور لقاءات مفتوحة مع نخبة من المفكرين والخبراء العرب. الإلقاء والتقديم في الأمسية الأولى صعد الأستاذ ناصر الدوس ليقدم للحضور ندوة بعنوان فن الإلقاء والتقديم، بدءًا من مراحل تطوره عبر التاريخ الإنساني، وانتهاء بالتقنية العلمية التي سخرت لخدمته والارتقاء به في العصر الحديث، منوهًا إلى أن الإلقاء كان ولا يزال فنًا متأصلًا لا يجيده إلا من حباه الله بملكة الحضور المتميز، وعززها بالاجتهاد وسعة الإطلاع والإيمان بقدرته على الإقناع وجذب الانتباه. وقال الدكتور علي شراب، الامين العام لمهرجان أبها التدريبي إن فعاليات الأسبوع الأول شهدت إقبالًا كبيرًا من الزوار السعوديين والخليجيين بصورة عامة، بفضل الحملة الترويجية الكبيرة التي بدأت قبيل انطلاقته وتستمر في مواكبة أحداثه يوميًا، بالإضافة إلى أن إدارة المهرجان اعتمدت مبادرة، هي الأولى من نوعها في مثل هذه المهرجانات، تتمثل بإرسال رسائل نصية قصيرة يومية إلى جمهور المهرجان، تتضمن مواعيد فعالياته، وملخصًا حولها يشتمل على نوعها وموضوعها وضيوفها من أساتذة وخبراء ومفكرين.
الخوف والدافع الفطري وبعد الدوس، جاء دور الدكتور حمود الصميلي، ليتكلم في ندوة أقل ما يمكن القول عنها إنها كانت رائعة، ليتكلم عن الخوف كدافع فطري يولد مع الإنسان، وتوالت الدراسات والأبحاث في البحث وراء أسبابه وانعكاساته على حياة الفرد في مجتمعه، حتى توصل العالم أخيرا إلى طريقة مبتكرة لمعالجة الحالات المرضية منه، تسمى طريقة العلاج بالحرية النفسية (EFT). وتتميز هذه الطريقة بالبساطة؛ إذ تستغرق دقائق معدودة، وتختصر مدة العلاج إلى دقائق، حيث تقوم طريقة العلاج بالحرية النفسية على الاستفادة من مبادئ العلاج بالإبر الصينية، دون استخدام الإبر، وإنما بالربت بالأصابع على نقاط معينة على الوجه والصدر. حيث إن الربت على هذه النقاط يعيد التوازن في مسارات الطاقة عبر الجسم وبالتالي يتم التخلص من المشاعر السلبية كالألم والخوف والغضب والقلق والحزن. سرك في أناملك وبعد معالجة الخوف بالحرية النفسية، عاد الدكتور الصميلي إلى خشبة مسرح مهرجان صيف ابها التدريبي، ليقدم ندوة مميزة بعنوان “سرك في أنامك”، وضح فيها للحضور الغفير جوانب من دلالات خط الإنسان على شخصيته وسلوكه، ملقيًا الضوء على بعض مدارس تحليل خط اليد وفوائده في معرفة الإنسان لنفسه ومن حوله، كما بين أيضا أن تحليل الخط يستخدم للتوظيف ولمعرفة مشاكل الأبناء والبدء في علاجها باكرا. الخطوط والحروف وخلال الندوة قام الدكتور الصميلي، بتحليل عدد من توقيعات الحضور، وشرح لهم آلية التعرف على الشخصية من خلال التوقيع، مبينًا المعاني الكامنة وراء طول الخط واتجاهه وحجم حروفه وغيرها من ملامح التوقيع المعبرة عن شخصية صاحبه، ثم قام بعدها بطرح عدة أسئلة عامة في هذا الشأن للجمهور، تبعها توزيع الراعي الرسمي للمهرجان على الحضور عددًا من الهدايا، مثل تذاكر سفر. وعلق الدكتور شراب على هذه الفعاليات بقوله: “تضمنت فعاليات الأسبوع الأول من مهرجان صيف أبها التدريبي إلى جانب الندوات الثقافية، افتتاح ركن خاص لتحليل الشخصية من خلال الخط والتوقيع تحت إشراف أساتذة وخبراء مختصين، وافتتاح ركن جهاز قياس الطاقة لإعادة التوازن للجسم، وقد وصل عدد زوار هذا المهرجان أو المنتجع الذي ينطلق للمرة الأولى، إلى آلاف الزوار غالبيتهم من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط”. الخارطة الذهنية وفي الأمسية الأخيرة للأسبوع الأول من المهرجان، قدم الأستاذ محمد مغاوري ندوة ثقافية بعنوان الذاكرة والخارطة الذهنية، تحدث فيها عن بعض تقنيات الذاكرة وكيفية تقويتها واستخدامها بفعالية أكثر. ثم تحدث عن الخارطة الذهنية وكيفية استخدامها والاستفادة منها، ثم قام بتوزيع أوراق وألوان على الجمهور المشارك لتطبيق رسم الخرائط الذهنية، وقدمت إدارة المهرجان في ختام الندوة جوائز لأفضل الخرائط الذهنية التي قدمها الجمهور. والخارطة الذهنية: هي طريقة لترتيب المعلومات وتمثيلها على شكل أقرب للذهن، وتعتمد هذه الطريقة على رسم خريطة أو شكل يماثل كيفية قراءة الذهن للمعلومة، حيث يكون المركز هو الفكرة الأساس. ويمكن استخدام الخريطة الذهنية في كتابة الملاحظات، أو تلخيص الكتب والموضوعات المختلفة، حتى إنها باتت تستخدم على مجال الشركات والجامعات وأثبتت فعالية كبيرة في مقابل حفظ أو كتابة المعلومة على شكل سطور.