يبدو أننا لا نتعلم من أخطائنا وأخطاء الغير حتى لو كانت النتيجة إفلاس شركة وخسارة مساهمين، يقول أحد الزملاء ويعمل في شركة عقارية نعاني كثيرا من إدارة الشركة ونحن معزولون تماما ولا ندري ما الذي يحدث؟ دورنا يتمثل في التنفيذ فقط فالرئيس يتدخل في كافة الأعمال الإدارية والفنية والتسويقية وفي كل صغيرة وكبيرة ولا يقبل الرأي الآخر ويتفرد بالقرار والشركة من سيء إلى أسوأ و هي بالمناسبة شركة مساهمة مقفلة يشترك فيها مجموعة من المساهمين وقد أوصلنا صوتنا إلى اللجنة التنفيذية ومجلس الإدارة ولكن لا حياة لمن تنادي. قلت له لم تأت بجديد فهذا هو حال معظم شركاتنا ومؤسساتنا الخاصة والحكومية وفي مختلف الأنشطة عقارية وصناعية وتجارية وخدمية، حتى الجمعيات والمؤسسات الخيرية والأندية الرياضية لم تسلم من الفردية وسلطة المدير الواحد والنتائج ظاهرة للعيان. في أحيان كثيرة أعمالنا تتسم بالفردية ولا تعتمد على الجماعية، نظرة سريعة إلى غالبية قطاع الأعمال تجد أن أعلى سلطة في المنظمة هم من يتفرد باتخاذ القرار سواء مجلس إدارة أو رئيس حتى ولو كانت الشركة مساهمة. شركات مساهمة عامة بما فيها بعض العقارية ومنها من تأسس منذ عشرات السنين وحتى الآن وهي لم تتطور وبعضها يسجل الخسائر وضعف في الأداء رغم أنها تقدم منتجات وخدمات يطلبها السوق وتعمل في سوق مربح، ويذهب مجلس إدارة ورئيس ويخرجون وتبرأ ذمتهم، ثم يأتي فريق آخر ويبدأ بالوعود ويتكرر السيناريو والسبب العمل الفردي وتغليب المصلحة الخاصة. الفردية في القرار اجتهاد أو جهل بأهمية العمل الجماعي كثيرا ما تسبب في تعطل مشاريع أو فشل أخرى بالإضافة إلى تعطيل مصالح الشركة والمجتمع، كم من شركة عقارية خسرت أو تعطلت مشاريعها أو توقفت أعمالها خذ مثلا المساهمات العقارية التي تعثرت أو توقفت أعمالها وتجاوز عددها المائتين معظمها بسبب الفردية. شركات عائلية عملت لسنوات وصاحب القرار فيها مالكها وبعد توسعها وزيادة أعمالها ظهرت سلبيات العمل الفردي خصوصا مع دخول الأبناء في إدارة الشركة، واضطرت لتواكب التطور في سوق العمل وإلى تطبيق العمل المؤسسي وتحسنت أعمالها وتطورت والأمثلة موجودة في سوقنا العقاري وغيره. لو حسبنا الخسائر فإنها ستكون بالمليارات بسبب العمل الفردي والتسلط وهي خسائر مباشرة وغير مباشرة تنخر في اقتصاد البلاد ويتضرر منها الجميع والسبب أفراد. العمل المؤسسي ينبغي له أن ينطوي على التعامل مع المستقبل ويبنى على رؤية وأهداف ومسئوليات واضحة وهيكل تنظيمي وصلاحيات وفريق عمل مؤهل مع اعتماد أسلوب العمل الجماعي والمشاركة، انظر إلى معظم الشركات الناجحة والمستقرة والتي تحقق النجاحات والأرباح فهي حتما تطبق العمل المؤسسي بعيدا عن الفردية والارتجالية في القرار مع السعي لتحقيق مصالح الشركة والشركاء والمستفيدين من أعمالها.