** اختفت الكثير من مظاهر العيد.. وعاداته وتقاليده الجميلة من حياتنا.. ** فلم نعد نرى تزاور الجيران.. وتلاقيهم ، كما كانت الحال في الماضي.. ** كما لم نعد نرى تجمع الأسر المتباعد أفرادها على مدى العام في ليالي العيد.. وفي أكثر من صورة.. وبجماعية تؤلف بين القلوب وتقرّب بين الجميع.. وتذكر البعيد بالقريب.. وتخلق حالة من التصافي والمودة المتجددة بين الناس.. ** وحتى الذين يتذكروننا في مثل هذه المناسبة.. يكتفون بإرسال رسالة جوال.. بمعايدة باردة.. ومقتولة.. لا تشعر معها بأحاسيس الآخر ونبضه.. وحرارة أشواقه.. كما كانت الأصوات تترك أثراً من هذا النوع عند لحظة التلاقي.. أو عند الاتصال بين بعضنا البعض ولو هاتفياً.. ** فالإحساس أصبح مقتولاً.. ** والفرحة فقدت جمالها.. وبريقها.. وتألقها.. ** والالتفاف حول بعضنا البعض أصبح نادراً..أو معدوماً.. ** والتذكر في حد ذاته لم يعد يجمع بيننا ويقلص الكثير من الفجوات الموجودة بين الناس.. ** وما أصبح موجوداً هو .. انشغال الانسان بنفسه.. وانغماسه في إرضاء احتياجاته.. وإغراقه في متاهات الراحة الذاتية بعيداً عن الآخرين ..وسعادة الآخرين.. وسرورهم به.. ** وحتى أفراد الأسرة الواحدة.. لم يعودوا يعيشون فرحة العيد كما كان السابقون لنا يحيونها.. ** فالأب مشغول عن ابنائه.. والأم مهتمة بصديقاتها.. والابناء موجودون خارج منازلهم.. وأقل تواصلاً حتى مع أسرهم التي عاشوا فيها.. وكأنَّ العيد.. وأيام العيد.. وليالي العيد.. فرصة للانعتاق من المنزل.. من الأهل.. من الاخوة.. والاقرباء .. ** وعندما يعبر أحدنا عن مرارته.. وامتعاظه لهذه الظاهرة.. فإن احداً لا يستمع إليه.. لأن ما هو حاصل في نظر الناس بات امراً طبيعياً.. ظاهره التفكك.. وباطنه ذوبان العواطف الانسانية الخالصة وطغيان الحياة المادية عليها.. ** ولست أدري إلى اين نتجه بعد هذا الواقع.. وكيف يمكن ان يسترد الانسان انفاسه.. ويتوقف عن لهاثه.. ويراجع أولوياته.. ويحافظ على رابطة الحب بينه وبين أهله وذويه على أشدها.. بدلاً من العمل على إضعافها.. أو عدم الاهتمام بها إلى هذا الحد *** ضمير مستتر: ** (رابطة المصلحة.. أقوى من رابطة الدم في زمن تبددت فيه القيم الإنسانية كثيراً).